أكدت الباحثة والصحفية الفرنسية، لينا كنوش، أن اللبنانيين فهموا ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية داخلية، في إشارة إلى إعلان رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري دعمه لترشح الجنرال ميشال عون. وأوضحت "كنوش"، المختصة في الشئون اللبنانية، والحاصلة على الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة سان جوزيف في بيروت في حوار مع صحيفة "الوطن" الجزائرية الصادرة باللغة الفرنسية، أن الجلسة البرلمانية المنتظرة غدا للتصويت على رئيس البلاد، بالقول أن هذه الجلسة البرلمانية ستكون مهمة لأنه من المفترض ان تخرج لبنان من الشلل السياسي بعد عامين ونصف بدون رئيس. وبينت كنوش أن الجلسة سوف تترجم التفاهم بين الفاعلين السياسين الأساسيين في لبنان، التي تسببت المنافسة بينهم خلال الفترة الماضية في تجميد العملية الانتخابية، لافتة إلى أنه بالرغم من الاختلافات السياسية الكبيرة، فإن اللبنانيين يخشون من استمرار وضع الفراغ المؤسي في إطار إقليمي قابل للانفجار، موضحة أن التوافق بين الجنرال ميشال عون وسعد الحريري بمثابة رمز لهذا التوافق بين الأطراف السياسية الهامة. وذكرت الباحثة أنه بالرغم من أن وظيفة الرئيس تعتبر شرفية إلى حد ما، لكنه يكون له دور سياسي هام سواء داخليا أو على مستوى السياسة الخارجية، في ظل ظروف تاريخية مختلفة، فعلى سبيل المثال، أجرى الرئيس اللبناني الأسبق، فؤاد شهاب سياسات إصلاحات هيكلية قبل أن يصطدم بحائط نفس الأموال. وقالت إن الأمر نفسه ينطبق أيضا على رئاسة إميل لحود، الذي ساهم في تحرير جنوبلبنان كما قدم دعم واسع للمقاومة اللبنانية في عامي 2000 و2006. وحول اختيار حزب الله للتصويت لميشال عون، أوضحت كنوش أن حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يقوده ميشال عون يتحالفان منذ 2006، مشيرة إلى أن هذا التحالف جاء عقب دخول الأثنين ضمن وثيقة تفاهم في فبراير 2006 التي كانت من المفترض أن تطلق قواعد إعادة التأسيس الوطني للبنان، وفي الوقت الذي رفضت الحكومة اللبنانية ان تقدم دعم لحزب الله ضد إسرائيل، قام التيار الوطني الحر بتقديم دعم لا يتوقف للتنظيم. تشير كنوش إلى أن هذه القصة تشكل فصل أساسي لفهم الدعم الذي لا يتزعزع لحزب الله لترشيح ميشال عون، كل هذا يضاف إلى تلاقي وجهات نظر الطرفين حول المحاور السياسية الداخلية، ويتفقان على التوجهات الأساسية في السياسة الخارجية. تبين كنوش أنه بحسب التقديرات فإنه بغالبية تصل إلى 80 صوت من أصل 129، فإن عون سوف يضمن منصب رئاسة لبنان في جلسة البرلمان غدًا.