ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن منظمة جهادية غامضة تدعى "جبهة النصرة" ظهرت للمرة الأولى على شبكة الإنترنت لتؤكد مسئوليتها عن التفجيرات الانتحارية التي شهدتها مدينتي حلب ودمشق. وأضافت الصحيفة أن هذه الجماعة التي يشتبه في انتمائها إلى تنظيم القاعدة تقول إنها تقاتل أيضًا في مواقع سورية أخرى، بما في ذلك مدن حمص وإدلب وضواحي العاصمة دمشق، وقد دفع دورها المتنامي مخاوف من أن تصبح الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد أكثر تطرفًا فى ظل استمرار إراقة الدماء. وذكرت الصحيفة أن تنامي دور "جبهة النصرة" في شوارع المدن السورية يسلط الضوء على سبب من أسباب رفض الولاياتالمتحدة وحلفائها لمسألة تسليح الثوار السوريين حتى فى الوقت الذي يصر فيه مسئولو الإدارة الأمريكية على ضرورة رحيل الأسد. وتابعت الصحيفة بالقول: "وقد انتشرت مخاوف واسعة النطاق بين الحكومات الغربية من إمكانية وصول أسلحة الثوار إلى المتطرفين وتحولها ضد دول المنطقة التي ساهمت فى وصول هذه الأسلحة إلى داخل سوريا بعد أن تأثرت بالفعل بالخصومات الطائفية والجيوسياسية". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن آرون زيلين، أحد الباحثين فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله: "تعد جبهة النصرة الجماعة الوحيدة لثوار سوريا التي تشارك في منتدى شبكة "الإنترنت" الذي يستخدمه زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري والشركات التابعة المعروفة للشبكة الإرهابية، وهو ما يشير إلى وجود رابط بينها وبين فرع تنظيم القاعدة الرئيسي، ويمنح جبهة النصرة المصداقية بين المجاهدين". وقال زيلين: "كما تدعى جماعة النصرة بشكل متزايد مسئوليتها عن مجموعة من الهجمات الأخرى، بما في ذلك عمليات الخطف والتفجيرات في أنحاء البلاد، بات من الواضح دورها الهادف إلى ترسيخ وجودها على أرض الواقع وتوسيع نطاق عملها، ومع ذلك لا يوجد دليل واضح على وجود علاقات لوجستية أو مالية تربطها بتنظيم القاعدة". وقال إميل الحكيم، أحد المحللين في معهد لندن الدولي للدراسات الإستراتيجية: "إن أي شعبية تحظي بها الجماعة بين السوريين يعد شيئًا "انتهازيًا" متأصلا من حالة الإحباط التي يشعر بها السوريون نتيجة نقص الدعم الدولي لهم". مضيفًا: "إن هذه الجماعة لن تكون عنصرًا أساسيًا في سوريا، فربما تعجل زوال النظام العسكري فى سوريا ولكنها لن تكون العنصر الأكثر أهمية هناك". جدير بالذكر أن جماعة النصرة ظهرت على الإنترنت في يناير الماضي وأعلنت عزمها على إسقاط نظام الأسد بالقتال والمواجهات المسلحة. ودعت الجماعة إلى "جهاد الشعب" والتطوع في المعركة، وعقب شهر من ظهورها أكدت مسئوليتها عن سلسلة من التفجيرات الانتحارية التي بدأت في دمشق وامتدت إلى حلب، وأكد مسئولون أمريكيون آنذاك تورط تنظيم القاعدة في هذه التفجيرات.