رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن الدين يعد أحد الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة السورية التي دخلت في عامها الثاني للاطاحة بالرئيس بشار الأسد عن طريق الاحتجاجات السلمية أولا ومن خلال حمل السلاح من أجل تحقيق ذلك الهدف ثانيا. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أحد ثوار التيار السلفي في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - قوله "إن العديد من الثوار السوريين أصبحوا ثوارا من التيار السلفي، بغض النظر عن مدى فهمهم لتفاصيل هذا المذهب، الذي وصفته الصحيفة ب"المتشدد". وأشارت (واشنطن بوست) إلى قول عبدالرزاق طلاس أحد الثوار السلفيين - الذي وصف بأنه قائد ذو شخصية متميزة لإحدى الكتائب "إنهم يربون لحاهم ليتحدوا النظام، وفي الحقيقة، إننا حتى لا نمانع أن نقول نحن من القاعدة، وذلك من أجل إزعاج النظام فقط". وأشارت الصحيفة إلى أن النشطاء السوريين شددوا على عدم وجود أي بعد ديني للثورة السورية، إلا أن تصاعد حدة وحشية النظام القمعي الذي ينتمي لأقلية الطائفة العلوية ضد شعب تنتمي أغلبيته للطائفة السنية، دفع بالإسلاميين والسلفيين إلى شن حرب جهادية على نظام الأسد. وأوضحت أن التقارير حول رؤية علم القاعدة الأسود يرفرف في مناطق معينة في سوريا، إضافة إلى عملية الاختطاف الأخيرة لاثنين من الصحفيين الغربيين بالقرب من الحدود التركية، قد أظهر مخاوف من تحول سوريا إلى بؤرة استقطاب عالمية للجهاديين من كافة أنحاء العالم. وقالت الصحيفة "رغم تأييد الدول الغربية للثورة السورية، أصبح انضمام مقاتلين من الدول العربية والإسلامية وخاصة مقاتلين عراقيين ينتمون إلى القاعدة بمثابة ناقوس خطر بالنسبة لهذه الدول". ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن أحد المتحدثين باسم الجيش السوري الحر قوله "إن هناك بعض مجموعات من المقاتلين غير السوريين ينشطون في شمال إدلب التي لم تعد تحت سيطرة النظام بعد" .. وا شار إلى أن تلك المجموعات تم قبولها في صفوف الثوار، رغم أنها ليست مرحبا بها بشكل كبير، نظرا لأنها تجلب التمويل الجيد للثوار، بالإضافة إلى الخبرات القتالية" ونسبت الصحيفة إلى الخبراء والمراقبين للشأن السوري قولهم "يجب التمييز بين المقاتلين الإسلاميين السوريين، وبين أولئك المقاتلين الذين يأتون من خارج سوريا". وأكدت الصحيفة ضرورة ألا يصنف السلفيين السوريين الذين حملوا السلاح ضد الأسد على أنهم من القاعدة التي تتبنى فكرة أن "من ليس معنا فهو ضدنا" مهما كانت ديانته . مشيرة إلى قول ناشط في إدلب "إن الجيش السوري الحر متشكك في بعض الجهات الإسلامية مثل جبهة النصرة التي تبنت التفجيرات الانتحارية، ولكنه يتعاون مع مجموعات أخرى مثل أحرار الشام في دمشق ولواء التوحيد في حلب". ولفتت إلى أن النظام السوري كان قد شن حملة إعلامية لتوصيف أحرار الشام على أنه عنصر من عناصر تنظيم القاعدة، ومن جانبها قالت "أحرار الشام" خلال تصريحات إعلامية بأن ما يعتبرونه أهدافا مشروعة هم القوات الأمنية والمليشيات التي تؤيد النظام فقط، في إشارة إلى أنهم ألغوا عمليات كثيرة عندما اكتشفوا بأنها قد تتسبب في ضحايا بين صفوف المدنيين.