«نيويورك تايمز»: الجهاديون المتشددون يسيطرون أكثر على الثورة في سوريا

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الحرب في سوريا تجتذب المزيد من «الجهاديين»، كما أنها تتجه أكثر نحو «الراديكالية»، مشيرة إلى انضمام عدد من مقاتلي القاعدة في المقاومة الراهنة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت أن الشهور الأخيرة شهدت صعودًا لميليشيات أكبر وأكثر تنظيمًا وتسليحًا في سوريا، وكانت أجندتها الجهاد، كما أن عددا من قوات المقاومة المسلحة أصبح يتبنى شعارات إسلامية لأنها «تجتذب مزيدًا من التمويل»، وضربت الصحيفة مثلا بمحافظة إدلب، شمال سوريا، التي يسيطر على معظمها مقاتلو المقاومة، كما أن رايات الجهاد السوداء ارتفعت فيها عقب قيام الجهاديين بشن هجمات مهمة ضد أهداف تابعة للحكومة السورية.
وأشارت إلى أن الجيش السوري الحر دعا الجهاديين للانضمام لصفوف الثوار منعا للتوترات، خاصة بعد زيادة قوة الجهاديين، ولكن التوترات حدثت رغم ذلك، فقد طالبت الجماعة الجهادية برفع راية النبي محمد السوداء المكتوب عليها «لا إله إلا الله» خلال تظاهرات الجمعة، ولأن مدينة سراقيب تفخر بوجود نظام ديمقراطي ممثل في مجلسها المحلي، فقد صوت السكان بلا، ولكن الجهاديين رفعوا الراية رغم ذلك قبل أن يتم التفاوض على رفعها لوقت قصير ثم إنزالها.
وذكرت أن تلك التغييرات تجعل مزاعم النظام السوري بشأن انضمام جهاديين ممولين أجنبيًا للاحتجاجات أقرب إلى الحقيقة، كما أنها تبرر تصريحات إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن تقنين الدعم للمقاومة السورية حتى تصل إلى معدات اتصال، بدلا من مد الإسلاميين المتشددين بالأسلحة، على الرغم من استمرار تلقيهم تمويلا أجنبيا.
وقال بيتر هاردنج، المحلل السياسي، إن ما يدفع العلمانيين والإسلاميين المعتدلين للانضمام للجماعات السلفية والمتشددة هو أن لديهم الأسلحة والتمويل، فيما أشارت «نيويورك تايمز» إلى أن الثورة التي بدأت سلمية علمانية في مارس 2011، تحولت إلى صراع مسلح تعلو فيه النبرة الدينية المتشددة أكثر منذ الصيف الماضي.
وقالت الصحيفة إن المؤشرات تقول إن عدد المقاتلين الأجانب من الإسلاميين ليس كبيرًا، ففي إدلب هناك 50 من أفراد القاعدة تسللوا من الحدود مع تركيا، ومنهم ليبيون وجزائريون وإسباني واحد، مضيفة أن هناك حوالي 50 ألف مقاتل منهم ألف أجنبي لديهم عادة مشاكل في الحصول على دعم محلي، ولكن ليسوا كلهم من الجهاديين.
وأوضحت أن نبرة الصراع الطائفي تصاعدت، خاصة بين السنة الأغلبية، والعلويين الأقلية الحاكمة، وهو ما اجتذب مقاتلين آخرين على خلفية القضية الدينية، مشيرة إلى أن التمويل يأتي معظمه من المملكة العربية السعودية وقطر، وهما دولتان يشيع فيهما الإسلام السلفي.