انتخابات الجبلاية.. ننشر نتيجة فرز 107 أصوات .. فيديو

عادت النفايات تتكدس في بعض شوارع بيروت بعد أن منع محتجون الوصول إلى مكب للقمامة الأمر الذي يثير مجددا مخاوف بشأن احتمالات عودة الأزمة التي شهدها لبنان العام الماضي وفجرت احتجاجات غير مسبوقة في الشوارع التي كانت تنبعث منها روائح كريهة.
وعودة أكوام القمامة مع ارتفاع حرارة الصيف من بين عدد من المؤشرات على كيفية بقاء النظام السياسي اللبناني الذي يعاني الشلل عاجزا عن العمل وهو أمر تفاقم جراء زيادة التوتر الطائفي الناجم عن الحرب الأهلية في سوريا المجاورة.
ولم تقر الحكومة ميزانية منذ 2005 كما أن لبنان بدون رئيس منذ أكثر من عامين.
وكانت السلطات أغلقت في يوليو تموز من العام الماضي المكب الرئيسي لقمامة العاصمة بدون توفير بديل مما أدى إلى تراكم القمامة في أنحاء المدينة لشهور.
وأدى ذلك إلى خروج احتجاجات ضخمة في وسط بيروت لم يسبق لها مثيل في كونها نظمت باستقلال عن الأحزاب الطائفية الكبرى التي تهيمن على الساحة السياسية في لبنان.
وقوبلت خطط لمكبات بديلة وحتى لتصدير القمامة جميعها بالرفض من قبل السكان والساسة والناشطين إلى أن جرى توفير مكبين مؤقتين في بيروت في نهاية المطاف.
لكن هاتين المنشأتين اللتين تنبعث منهما رائحة كريهة بجانب البحر بعيدتان كل البعد عن الوفاء بالمعايير الخاصة بهذه المنشآت. فإحداهما تبعد 200 متر فقط عن مطار بيروت الدولي والأخرى مجاورة لحي برج حمود السكني والتجاري في وسط العاصمة.
وفي أبريل نيسان من هذا العام بعثت نقابة الطيارين اللبنانيين برسالة إلى الحكومة تفيد بأن التخلص من مزيد من القمامة قرب المطار سيزيد خطر دخول الطيور التي تجذبها القمامة في المحركات الأمر الذي يعرض الطائرات للخطر.
ومع انتشار الرائحة الكريهة المنبعثة من مكب برج حمود إلى أحياء أخرى في حرارة الجو البالغة 30 درجة مئوية سعت الأحزاب السياسية المتنافسة إلى استنفار خيبة أمل سكان بيروت.
وفي ظل غضبه من استمرار استخدام مكب برج حمود الذي تحاول السلطات تحويله إلى مكب صحي دائم للنفايات أغلق حزب الكتائب المسيحي مدخل المكب ومنع أعمال الإنشاء.
وقال روجيه أبي راشد نائب رئيس الفرع المحلي للكتائب "نحن موجودين هون بها الاعتصام من عشرين يوم تا نوقف مشروع ردم البحر بالنفايات ومشروع إنه يصير ساحل المتن اللي هو المتن قلب لبنان يصير مزبلة لكل لبنان. هيدا اللي نحن خلانا نكون موجودين هون ونقول للحكومة لازم تلاقي حل مستدام لموضوع النفايات مش حلول مؤقتة."
ولغضبها من توقف أعمال الإنشاء منعت بلدية برج حمود -التي وعدت الحكومة بمنحها 25 مليون دولار من أموال التنمية مقابل استضافة المكب المطور- شاحنات القمامة من دخول الموقع الأسبوع الماضي.
وقال مارديك بوغوصيان رئيس بلدية برج حمود "كيف بدكن إيانا نستقبل الزبالة. ما تواخذني زبالة بأقول وبذات الوقت بتسكروا المطمر (تغلقوا المكب). ما عم بأقدر أفهم إنه بأي منطق هيدي. (شو الحل؟) الحل إنه نحن ما راح نستقبل وما راح نستقبل. بأقول أكتر كمان. معلهش. نحن بدنا بصوت عالي كلهن يقولوا شو بدهن."
ولعدم قدرتها على التخلص من النفايات توقفت شركة سوكلين الخاصة لجمع القمامة عن جمع النفايات من أجزاء من بيروت ومنطقة جبل لبنان المجاورة يوم الخميس (25 أغسطس آب).
وفي رد على سؤال لرويترز عن عدم استطاعة الشركة استخدام مكب مؤقت آخر قرب المطار لا يزال يعمل قالت المتحدثة باسم سوكلين إنها "تنتظر خطة التخلص (من القمامة) من الحكومة."
وقال رئيس لجنة المال والموازنة في مجلس النواب اللبناني إبراهيم كنعان يوم الاثنين (29 أغسطس آب) إنه لا يريد أن يصبح الساحل أو شوارع بيروت مكبا للنفايات وإن اجتماعا لاحقا سيُعقد هذا الأسبوع مع البلديات المعنية.
وأضاف كنعان "صار فيه اجتماع. صار فيه جلسة وانطلاقًا على النقاش اللي صار. صار فيه التقاء مشترك على نقطة واحدة. لا يجوز نكمل لا بزبالة بالشارع ولا زبالة بمكب برج حمود بهيدا الشكل من دون معالجة. على أمل إنه الأربعاء عشرة ونصف يكون عندنا جلسة لبلورة رؤية بالتعاون مع وبحضور البلديات المعنية."
خلاصة القول إنه بعد مرور أكثر من عام على تفجر الأزمة لا يرى سكان بيروت فرصة تُذكر لحل قريب لها.