«اللي يتلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادي» واحد من الأمثلة الشعبية المصرية الشهيرة والتي تدل على التحذير والحيطة وأن الشخص لا يمكن أن يكرر الغلطة مرتين.. ولكن لماذا الشوربة بالذات وكذلك الزبادي. يقول الدكتور سميح بدير، استشاري التغذية العلاجية، إنه من المعروف أن أي مادة غذائية يتم طهيها فى الماء وتحتوي على البروتين فإن الماء الناتج عنها يسمى بالعامية "شوربة" مثل وضع اللحوم أو الأسماك أو الطيور أو الخضراوات أو البقوليات فى الماء وكلها غنية بالبروتين، فعملية الطهى تعمل على إذابة جزء من البروتين فى الماء «الأحماض الأمينية» وهذه الأحماض هي المكون الأساسى للبروتينات. هذه الأحماض تتميز بكون درجة حرارة غليانها مرتفعة جدا عن درجة غليان الماء، لذلك عند وجودها بالشوربة ترفع درجة حرارتها عن الماء العادي ومن ثم تكون الشوربة فى هذه الحالة قابلة للسع من يتناولها وهي مغلية لأنها لا تفقد حرارتها سريعا مثل الماء، وكذلك تكون درجة حراراتها عالية جدا. أما الزبادي فهو مادة غذائية ملطفة وهاضمة لا يتم تناولها إلا إذا كانت مبردة أى عكس الشوربة تماما التي لا تشرب إلا وهي ساخنة.. وهذا التناقض فى كيفية تناول المادتين وحالتهما التي يتم تناولهما عليهما لإظهار مدي الحرص الشديد والحيطة والحذر عند بعض الأشخاص.