قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن الحجر الأسود هو: الحجر المنصوب في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرفة من الخارج في غطاء من الفضة وهو مبدأ الطواف ويرتفع عن الأرض الآن مترًا ونصف المتر. وأكد «عاشور» خلال لقائه ببرنامج «منهج حياة»، أن الحجر الأسود من أحجار الجنة ونزل إلى الأرض ليستعمله سيدنا إبراهيم ولده سيدنا إسماعيل -عليهما السلام- فى بناء الكعبة، وقد وضع فى جدار الكعبة بعد ذلك وكان أبيض من زينة الجنة ولكن سوّدته خطايا الناس. وأوضح أن الحجر الأسود كان أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم، وأنه يأتي يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بحق، وأن استلامه أو تقبيله أو الإشارة إليه: هو أول ما يفعله من أراد الطواف سواء كان حاجًا أو معتمرًا أو متطوعًا، وقد قبَّله النبي صلى الله عليه وسلم، وتبعه على ذلك أمته، فإن عجز عن تقبيله فيستلمه بيده أو بشيء ويقبل هذا الشيء، فإن عجز: أشار إليه بيده وكبَّر، ومسح الحجر مما يكفِّر الله تعالى به الخطايا. جدير بالذكر أنه ورد في كتاب فقه العبادات على المذهب الشافعى: يستلم الحاج الحجر الأسود بيده فى ابتداء الطواف، وذلك بأن يضع كفيه عليه ثم يسجد عليه واضعًا جبهته عليه وفمه بين كفيه ويقبله، ويستحب أن يكرر السجود ثلاثًا فإن عجز عن الثلاث فعلى ما أمكن. ويسن استلامه فى بداية كل طوفة، وبعد صلاة ركعتى الطواف أيضًا، إذا تمكن، وإن لم يتمكن من الاستلام، اقتصر على الإشارة بيده أو بعصا، عن بعد، ثم يقبل ما أشار به إليه. كما يسن استلام الركن اليمانى دون تقبيله، ولا يسن استلام الركنين الشامى والعراقى ولا تقبيلهما، وأخرج أبو داود والنسائى عن ابن عمر قال: «كان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لا يدع أن يستلم الركن اليمانى والحجر فى كل طوفة، قال وكان عبد اللّه بن عمر يفعله.. وعن ابن عمر ، قال: ما تركت استلام هذين الركنين، اليمانى والحجر، مذ رأيت رسول اللّه يستلمهما». وروى ابن حبان في صحيحه عن ابن عمر عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: «مسح الحجر والركن اليماني يحط الخطايا حطًا». وفي النسائي عن ابن عباس عن النبي أنه قال: «الحجر الأسود من الجنة». وفي صحيح أبي حاتم عن نافع بن شيبة الحجبى قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، وهو مسند ظهره إلى الكعبة: «الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، ولولا أن الله طمس نورهما، لأضاءا ما بين المشرق والمغرب». وفيه أيضًا عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن لهذا الحجر لسانًا وشفتين يشهدان لمن استلمه يوم القيامة بحق».. وفي صحيحه أيضًا عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليبعثن الله هذا الركن يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بالحق».