قال الباحث الأثري محمود توني شعبان، إن الوعي الأثري قضية قومية تحتاج الى تضافر عدد من الوزارات، مشيرا إلي أن وزارة الآثار وحدها لن تستطيع الارتقاء بالوعي الاثري ونشره بمفردها، لافتا إلى أنه لا بد من وضع مشروع قومي للنهوض بالوعي الأثري عبر خطة طموحة تضعها وزارة الأثار وتدعمها الدولة وتساندها منظمات المجتمع المدني. وأشار في دراسة له أجراها إلى أن الوعي الأثري هو السياج الذي يمكن من خلاله صيانة تراث مصر والحفاظ عليه للأجيال المقبلة ,خاصة أن هذا التراث الأثري هو مصدر الجذب الأول للسياحة الثقافية التي تقوم علي زيارة المواقع الأثرية,ومن ثم فإنه يمثل مصدرا أساسيا من مصادر الدخل القومي. وقدم الباحث روشتة للنهوض بالوعي الأثري تضمنت 3 محاور هي (خطة طموحة – تنمية الموارد البشرية – التمويل الجيد )، مؤكدا أن تكامل تلك المحاور ضروري لإنجاح الخطة، مشيرا إلي أنه اذا غاب محور او نقص فسوف يؤثر بالسلب في مكافحة غياب الوعي الاثري، ولعل أهم تلك المحاور الخطة الطموحة التى تقوم وزارة الآثار بوضعها لمكافحة غياب الوعي الأثري في مصر. وتابع: على أن تحقق هذه الخطة نتائجها على المدى الطويل والمدي القصير من خلال مجموعة من السياسات والآليات السليمة والمنظمة بشكل ممنهج للوصول الى النتائج المرجوة . وفي هذا السياق قدم الباحث 23 مقترحا,علي رأسها اعادة هيكلة المناهج الدراسية بحيث تتوفر مواد الأثار المصرية بشكل تسلسلي,من خلال الأرتقاء فى السلم التعليمي والزيارات المنظمة و الممنهجة لقوافل الوعي الأثري بالمدارس,وتنظيم رحلات طلابية بشكل الزامي للمدارس للمواقع و المتاحف الأثرية وأن يكون هذا من ثقافة العملية التعليمية,بجانب عمل خرائط أثرية بالفصول المدرسية والمباني الحكومية توضح عليها جميع المواقع الأثرية بداية من المدن والقرى. كذلك تدشين موقع رسمي اليكترونى( عالمى ) لوزارة الأثار بكافة اللغات وجريدة أثرية ثقافية تصدرها الوزارة شهريا وتتضمن أهم الأكتشافات الأثرية والأخبار الهامة بداخل الأثار,وإطلاق أول قناة أثرية مصرية تكون متخصصة في عرض تراث وأثار مصر لنشر التوعية الأثرية,من خلال بث أفلام تسجيلية وأفلام وثائقية وبعض اللقاءات من داخل المواقع الأثرية,وتخصيص برامج تليفزيونية على قنوات التليفزيون المصرى بشكل أسبوعي,وحث الإعلام الخاص على تخصيص برامج للتوعية الأثرية,وإنشاء معارض آثار مؤقتة في المحافظات لا توجد بها متاحف مفتوحة. وتضم المقترحات أيضا التعاون مع وزارتي الشباب والثقافة لاستغلال قصور الثقافة ومراكز الشباب فى نشر الوعي الأثري والتواصل مع منظمات المجتمع المدني,خاصة الجمعيات الثقافية وذلك فى اطار أهمية الدور المجتمعي لمنظمات المجتمع المدني,والإستغلال الأمثل لشبكات التواصل الإجتماعي والتي باتت تلعب دورا كبيرا فى نشر الوعي والثقافة الأثرية. وانتهت المقترحات بالعمل على تشجيع صناع السينما والدراما لتصوير الأفلام والمسلسلات في المواقع الأثرية المختلفة,وذلك من خلال تخفيض الرسوم لتصوير بعض المشاهد في ساحات المواقع الأثرية,و عمل المطويات الأثرية لكل محافظة واستخدام بعض التقنيات الحديثة فى حملات الوعي الأثري للوزارة مثل ابليكشن موبيل وهي من الوسائل المميزة لنشر الوعي الأثري.