احتفلت سفارة مصر في أديس أبابا بذكرى ثورة يوليو المجيدة 1952 وألقى السفير المصري لدى إثيوبيا أبو بكر حفنى محمود كلمة في الذكرى السنوية ال64 ليوم مصر الوطني رحب في مستهلها بالجالية المصرية المقيمة في أديس أبابا وقال إن إثيوبيا شكلت موطنه الثاني بعد مصر عند قدومه إليها مع عائلته لشغل منصب السفير المصري في عام 2015. وبدأ السفير كلمته بالإشارة إلى الثورات الشعبية المصرية التي توالت على مر التاريخ سعيًا وراء العدالة الاجتماعية والحرية والإطاحة بأنظمة الحكم المستبدة المقيته، وأحدث تلك الثورات ماحصل في 30 يونيو 2013، وقال السفير إن يوم 23 يوليو يشكل رمز الوحدة والتضامن والمستبقل الواعد لجميع المصريين أينما كانوا مايعكس الإنجازات والأهداف الجديدة المقررة. وبهذه المناسبة، حيا السفير المواطنين المصريين في إثيوبيا لما قدموه من دعم له ولجميع الأفراد العاملين في السفارة وقال إن العيش في عالم معقد وبيئة عالمية من التحديات يتطلب بذل الكثير من الجهود لتوجيه دفة النجاح، لافتًا إلى التزام مصر بسياسة خارجية ثابتة تعتمد المبادئ الرئيسية وترمي إلى الترويج لنظام مستدام ومستقر يحقق المصالح المشتركة ويضع حلولا سلمية للنزاعات ويبتعد عن التدخل في الشئون الداخلية لباقي الدول مضيفًا أن بلاده تتوقع نفس الالتزام من دول الجوار. وتطرق السفير في كلمته إلى العلاقات الدبلوماسية المصرية- الإثيوبية المؤسسة منذ ثلاثينيات القرن الماضي وما شهدته من خطوات إيجابية على مر السنتين الماضيتين بين رئيس الوزراء ديسالين والرئيس عبد الفتاح السيسي الذين التقيا للمرة الأولى في مالابو على هامش القمة الإفريقية في العام 2014 الأمر الذي تكلل بإرساء حقبة جديدة من التعاون والصداقة بين البلدين. وأكمل السفير قائلًا "تمخض عن إعلان مالابو، توقيع مصر وإثيوبيا والسودان إعلان المبادئ في الخرطوم في مارس 2015 الذي مهد الطريق أمام بداية جديدة من التعاون بحيث لم يعد نهر النيل مصدرًا للنزاع بل دافعًا لإعلاء مصالح مواطنينا نحو آفاق جديدة، تلا ذلك مجموعة من الزيارات واللقاءات رفيعة المستوى بين البلدين أبرزها الزيارة التاريخية للرئيس السيسي لإثيوبيا وإبرام إطار شراكة جديدة تشمل عدة قطاعات بين الدول الثلاث". وحول سد النهضة الإثيوبي العظيم، أوضح السفير أن كلًا من الوزراء والتقنيين أسسوا الطريق لتوقيع قريب لعقد يختص باستشارات السد والتعاون في الحقول الصحية والتعليمية والتجارة والاستثمار التي وصلت آفاقا جديدة، مشيرًا إلى أن الرئيسين السيسي وديسالين ناقشا في عدة لقاءات مستقبل العلاقات الثنائية ومستقبل القارة وآفاق تعزيز العلاقات بغية وضع استراتيجية الشراكة وتنسيق الجهود لضمان رفاهية الشعبين والقارة. وذكر السفير أن الرئيسين قررا المشاركة الفاعلة في التأكد من تكريس الاتحاد الإفريقي للحياة اليومية لشعوب القارة وتمتين تنسيق الجهود لضمان التنمية والأمن الإفريقيين. كما هنأ السفير إثيوبيا لشغل عضو غير دائم في مجلس أمن الأممالمتحدة وأعرب عن ثقته بالعمل الوثيق بين بلاده وإثيوبيا في نيويورك لصيانة المصالح الإفريقية من خلال التحولات الجغرافية السياسية الحاصلة في إفريقيا والعالم برمته مع إفراد تركيز خاص على الإرهاب المسلح الذي لا يعرف حدود ولايوفر دين أو عرق أو جنسية. وتحدث السفير عن سعادته بمرافقته في زيارته الأولى إلى إثيوبيا كسفير حديث التعيين غبطة البابا تواضروس الثاني في زيارة تاريخية إلى الكنسية الأرثوذكسية الإثيوبية ونوه إلى أن مصر وإثيوبيا يتشاركان تاريخيًا يعود لآلاف السنين وأن دراسات حديثة بينت وجود روابط بين البلدين منذ فجر التاريخ وأن أبرز وأقدم العلاقات بين البلدين كانت تجارية. وأضاف السفير أن أجداده كانوا يطلقون على إثيوبيا اسم أرض الآلهة ومنبع الحياة بسبب نهر النيل منوهًا إلى تطوير دولة أكسوم في العام 300 قبل الميلاد تجارة مزدهرة مع مصر. وأشار السفير الى أن العلاقات بين البلدين أخذت منحى استثنائيا عند استقبال رئيس الكنيسة القبطية في الاسكندرية، القديس فرومنتيوس، مؤسس المسيحية في إثيوبيا، وإشادة البطريرك بإنجازات القديس ومن ثم تعيينه أول مطران لإثيوبيا وماكان لذلك من تأثير كبير على العلاقات بين البلدين، عمق الأواصر بين الشعبين المصري والإثيوبي بشكل أبدي. واختتم السفير كلمته قائلًا: "مصر وإثيوبيا تتشاركان نفس الأصل والثقافة والتاريخ والمياه والمعتقد وتتشارك نفس المخاوف والتهديدات والتحديات وهذا كاف لنتشارك ذات الآمال والآفاق والمستقبل. دعونا نطبق كلام خالقنا، "أحب جارك كما تحب نفسك". يذكر أن مئات من الدبلوماسيين والاعلاميين ورجال الاعمال وعدد من أفراد الشعب الاثيوبى، حضروا احتفال اليوم الوطنى الذى أقيم بدار سكن السفير.