أكد السفير رخا أحمد، عضو المجلس القومي للشئون الخارجية، أن مجموعة من السياسيين العراقيين أعلنوا عزمهم على تحريك دعوى قضائية دولية لإدانة بريطانيا في ارتكاب جرائب حرب في العراق وغزوه عام 2003، وأن اعتراف رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، عن أخطاء بريطانيا في الغزو، يعتبر دليلا قويا لتحريك دعوتهم تلك، وانتزاع إدانة دولية لبريطانيا، لافتا إلى أنه إذا تمت إدانة بريطانيا فستتم إدانة أمريكا بالتبعية؛ بأنها المحرك الأول للغزو العراقي. وقال "أحمد"، في تصريح ل"صدى البلد": "كما أن التقرير الصادر عن لجنة التحقيق البريطانية بشأن الغزو العراقي يعتبر مستندا رسميا لإدانة المملكة المتحدة، وتحريك الدعوى القضائية ضد كل من ساهم في غزو العراق، أو حتى قدم تسهيلات؛ إذًا ستتم محاكمة المتورطين فعليا وفرض العقوبات الدولية عليهم، أما من قدم تسهيلات فستكون محاكمته سياسية". وفيما يخص دور جامعة الدول العربية تجاه اعتراف بلير ومساندة العراق في قضيته، أوضح عضو المجلس القومي للشئون الخارجية، أن موقف الجامعة تحيطه علامات استفهام كثيرة حول تأييدها للموقف العراقي أو معارضتها أو الوقوف على الحياد، إذ إن هناك بعض الدول العربية التي قدمت تسهيلات وتعزيزات للدول المشاركة في غزو العراق على رأسها الكويت وبعد دول الخليج، مع رفض السعودية وتركيا لهذا الغزو، وبالتالي فهذه الدول إلى جانب الضغوطات السياسية الأمريكية قد تمنع جامعة الدول العربية من مساندة العراق في استرجاع حقه. وأضاف أن المحكمة الجنائية الدولية ستكون وجهة العراق لمقاضاة الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة، لافتا إلى أن فكرة مساندة الجامعة للقضية العراقية مازالت في إطار الاحتمالات، والموقف العربي تحيط به علامات استفهام. يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، اعتذر عن الأخطاء التي وقعت خلال حرب العراق التي شاركت فيها بريطانيا بقوات عسكرية بجانب أمريكا عام 2003، معتبرًا إياها تحمل جزءًا من المسئولية عن صعود تنظيم «داعش». على جانب آخر، أعلن جون شيلكوت، رئيس اللجنة البريطانية المكلفة بالتحقيق في ظروف وملابسات التدخل البريطاني في حرب العراق عام 2003، أن المخططات البريطانية لفترة ما بعد اجتياح العراق عام 2003 كانت غير مناسبة على الإطلاق، وأن العراق لم يمتلك أسلحة دمار شامل.