أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الظاهر والطلاق كانا معروفين في الجاهلية قبل الإسلام، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية حددت كفارة الظهار ليراجع الرجل زوجته. وروى شيخ الأزهر، خلال تقديمه الحلقة الرابعة والعشرين من برنامجه «الإمام الطيب»، أن قصة خويلة بنت ثعلبة وقصة ظاهرها مع زوجها، التر وردت في سورة المجادلة، مؤكدًا أن الله تعالى سمعها من فوق سبع سبع سماوات. واستشهد بما روي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: «تَبَارَكَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ، إِنِّي لأَسْمَعُ كَلامَ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ، وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلَ شَبَابِي، وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي ، حَتَّى إِذَا كَبِرَ سِنِّي، وَانْقَطَعَ وَلَدِي ، ظَاهَرَ مِنِّي ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْك، قَالَتْ: فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ جِبْرِيلُ بِهَذِهِ الآيَاتِ، قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ سورة المجادلة آية 1». وذكر الإمام البغوي في تفسيره أن الآية نزلت في خولة بنت ثعلبة وكانت تحت أوس بن الصامت، وكانت حسنة الجسم وكان به لمم فأرادها فأبت، فقال لها أنت علي كظهر أمي، ثم ندم على ما قال، وكان الظهار والإيلاء من طلاق أهل الجاهلية، فقال لها ما أظنك إلا قد حرمت علي، فقالت والله ما ذاك طلاق، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني وأنا شابة غنية ذات مال وأهل حتى إذا أكل مالي وأفنى شبابي وتفرق أهلي وكبرت سني ظاهر مني، وقد ندم، فهل من شيء يجمعني وإياه تنعشني به؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «حرمت عليه». فقالت يا رسول الله والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا وإنه أبو ولدي وأحب الناس إلي، فقال صلى الله عليه وسلم: «حرمت عليه»، فقالت أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي قد طالت صحبتي ونفضت له بطني فقال رسول الله: «ما أراك إلا قد حرمت عليه ولم أومر في شأنك بشيء، فجعلت تراجع رسول الله، إذا قال لها حرمت عليه هتفت وقالت أشكو إلى الله فاقتي وشدة حالي وإن لي صبية صغارًا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول اللهم إني أشكو إليك، اللهم فأنزل على لسان نبيك، وكان هذا أول ظهار في الإسلام، وقالت انظر في أمري جعلني الله فداءك يا نبي الله، فلما قضي الوحي قال لها: «ادعي زوجك فدعته» فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أوس وعرض عليه كفارة الظهار، العتق، فقال ما أملك، والصوم، فقال ما أقدر، والإطعام، فقال لا أجد إلا أن تعينني، فأعانه صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا ودعا له، فكفر بالإطعام وأمسك أهله.