نور الإيمان استقر في قلب امرأة آمنت بالله ورسوله سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - فالإيمان يستوي فيه المرأة والرجل وصدق رسول الله إذ يقول: "النساء شقائق الرجال" هذه المرأة هي "خولة بنت ثعلبه" قد سمع الله قولها وهي تجادل رسول الله وتشتكي إليه مما حدث لها مع زوجها الذي يدعي أوس بن الصامت قالت خولة بنت ثعلبة: يارسول الله أكل مالي وافني شبابي. ونثرت له بطني. حتي إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني وظلت تردد اللهم إني أشكو إليك. وقد أخذت تفصح عما دار مع زوجها فقالت انها ظلت معه حتي صار شيخاً كبيراً قد ساء خلقه. وقد دخل علَّي يوماً فراجعته بشيء فغضب ثم قال: أنت علي كظهر أمي. وبعد هذا الشجار خرج من المنزل وذهب إلي نادي قومه واستمر لمدة نحو ساعة ثم دخل علي فإذا به يراودني عن نفسي. قلت: كلا والذي نفس خولة بيده لن تخلص إليَّ وقد قلت ما قلت حتي يحكم الله ورسوله فينا بحكمه. أضافت ثم واثبني فامتنعت بما تغلب به المرأة الشيخ الكبير فألقيته بعيداً عني. لقد كان صدق إيمان "خولة" قد امتلك عليها وجدانها وهكذا يكون أهل الإيمان نوايا مخلصة وعزيمة لا تعرف اليأس ولو كانت النساء كهذه لفضلت النساء علي الرجال. أخذت خولة تسرد علي مسامع سيد الخلق سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - تفاصيل معاناتها قالت: لقد خرجت من البيت وتوجهت إلي إحدي جاراتي فاستعرت منها ثيابا ثم خرجت قاصدة رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وقد جلست بين يديه فذكرت له ماجري واشكو إليه سوء خلقه ومعاملته وقد أخذ رسول الله يقول: يا خولة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه. ثم أردف قائلا: ما أدراك إلا قد حرمت عليه. لكن خولة ظلت تجادل وتشتكي وقالت: اللهم أني أشكو شدة وجدي وما شق علي فراق أوس بن الصامت وماشق علي فراقه. وتضرعت إلي أن نزل علي الرسول - صلي الله عليه وسلم - ما يكون لنا فيه فرجا خاصة أن لي منه صغاراً أن ضمتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إليَّ جاعوا.. لوعة وحسرة تقول السيدة عائشة فقد أخذت أبكي وكذلك من كان في البيت تضامنا وشفقة علي هذه السيدة المؤمنة الصابرة. وبينما هي علي هذه الحالة من الغضب والمرارة. إذ بدا الرسول - صلي الله عليه وسلم - كما كان الوحي يأتيه. وفي هذه اللحظات قالت السيدة عائشة يا خولة إنه لينزل ما هو إلا فيك. فقالت: اللهم خيراً فإنني لم أرد من الرسول إلا خيراً. ولم تمض سوي لحظات حتي جاء الفرج ونزلت سورة المجادلة تحكي لوعة هذه المرأة وتشير إلي أن الله قد سمع هذه الشكوي وكان الحل ليمين الظهار إما أن يعتق رقبة. أو صيام شهرين متتابعين فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكنياً فانفرجت أسارير خولة وقالت إن أوس لا يقدر علي العتق ولا علي الصيام. كما أنه ليس لديه ما يتصدق به فتصدق عليه رسول الله وقالت خولة وأنا سوف أعينه يارسول الله فقال الرسول: أحسنت ثم كرر وصيته بأن تكرم ابن عمها.. سورة المجادلة تعتبر إشارة لأن رب العباد يسمع ويري كل شيء يجري من كل المخلوقات قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلي الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ثم توالت الآيات التي تشتمل علي كفارة يمين الظهار. ولنا لقاء آخر مع هذه السيدة غداً بإذن الله.