عبد العال أمام الدول الأورومتوسطية:نتطلع لدعم مبادرة السيسى لتحقيق المصالحة بفلسطين..ويجب تقوية المؤسسات الشرعيةفى ليبيا

* عبد العال: مصر تولي أهمية خاصة للتعاون بين الشركاء المتوسطيين
* رئيس البرلمان: نتطلع لدعم شركائنا المتوسطيين لمبادرة الرئيس السيسى لتحقيق المصالحة الفلسطينية
* رئيس النواب: ندعم جهود إعادة الاستقرار إلى ليبيا وتقوية المؤسسات الوطنية الشرعية
استعرض الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، أبرز التحديات أمام الدول الأورومتوسطية في أعمال الدورة الثانية عشرة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط بالمملكة المغربية اليوم، السبت.
وقال عبد العال، فى بداية كلمته: "يُسعدني أن ألتقي بكم اليوم في هذا الجمع البرلماني المرموق من شركائنا المتوسطيين، خاصة أن هذه هي المشاركة الأولى لمجلس النواب المصري بعد أن استأنف عضويته في هذا المحفل البرلماني المهم الذي يعد ساحة لتبادل الآراء وتنسيق الرؤى وتوحيد المواقف بشأن القضايا والتحديات التي يواجهها الشركاء في منطقة المتوسط، تلك المنطقة التي كانت على امتداد العصور جسرًا للتبادل الثقافي والحضاري الخلاق بين شعوبها، وواحة للتعايش الآمن فيما بينهم".
وأضاف أن "مصر تولي أهمية خاصة للتعاون بين الشركاء المتوسطيين؛ الذي يستند إلى علاقات متميزة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، ومن واقع إدراك مصر لأهمية العلاقات المتميزة التي تجمع دول المتوسط، فإننا نسعى إلى تعزيز هذه الشراكة وتطويرها في المجالات كافة".
وأشار إلى أنه "على الرغم من تعدد التحديات والصعاب التي تواجه دول الاتحاد من أجل المتوسط في الوقت الراهن، إلا أن ظاهرة الإرهاب تعد أخطر هذه التحديات قاطبة، وأشدها صعوبة؛ سواء في آثارها المجتمعية أو في آليات التصدي لها واجتثاثها، ما يجعلها في مرتبة التحديات التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة وتعيق جهود تحقيق التنمية".
وتابع: "لقد أضحى الإرهاب ظاهرة عالمية لا تعاني منها دول جنوب المتوسط فحسب؛ وإنما تعاني منها دول الشمال على حد سواء، ما يفرض علينا جميعا تعزيز التعاون من أجل مواجهة هذه الظاهرة السرطانية، وذلك بتجفيف منابع تمويل الإرهاب وتعقب مرتكبيه، والتصدي بكل حزم وبفكر مستنير وواعٍ للأفكار الشاذة والمتطرفة التي تمثل المنبع الذي ينهل منه المتطرفون منحرفو الفكر والعقيدة والسلوك".
وقال عبد العال: "على صعيد آخر، فلا يزال إيجاد حل للقضية الفلسطينية هو محور الأمن والاستقرار في المنطقة، لذلك، فإننا مطالبون جميعا بالعمل على إحياء جهود السلام بهدف تحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، وذلك وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وأضاف: "إننا نتطلع إلى دعم شركائنا المتوسطيين للمبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عشرة أيام لتحقيق المصالحة الفلسطينية الشاملة، وإعادة إحياء المسار التفاوضي مع إسرائيل استنادًا إلى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وهي المبادرة التي كانت محل ترحيب الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وأوضح أن التطورات السياسية والأمنية التي يشهدها عدد من دول المنطقة تعكس حجم وصعوبة التحديات التي نواجهها في هذا المجال، فقد دخلت الأزمة السورية عامها الخامس دون أن يلوح في الأفق أي حل على الأمد القريب تلك الأزمة التي تكتسب أبعادا إقليمية معقدة، سواءً من حيث تدفق المقاتلين الأجانب، أو من حيث موجات اللاجئين الذين فروا إلى الأقطار المجاورة، الأمر الذي خلق أزمة لاجئين لم يشهد العالم مثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال: "على صعيد الوضع في ليبيا، أود أن أؤكد على ضرورة دعم جهود إعادة الاستقرار إلى ليبيا وتقوية المؤسسات الوطنية الشرعية وبسط نفوذ الحكومة الشرعية على كامل التراب الليبي، وضرورة رفع الحظر عن تصدير السلاح إلى الحكومة الليبية بما يضمن تعزيزها وبسط سيطرتها على المؤسسات الوطنية الليبية كافة".
وأضاف: "لقد كان إنشاء هذه الجمعية حدثًا مهمًا في حياة شعوب هذه المنطقة يتفق مع طبيعة هذه العلاقات التي ضربت بجذورها في أعماق التاريخ، ونستطيع القول باطمئنان إن جمعيتنا هذه كان لها - وما زال- دور مهم في إقامة تفاهمات وتصورات مشتركة بين دولنا حول الأمن والسلام وقضايا التعاون الاقتصادي بين الشمال والجنوب لتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما تبلور في مبادرات ومشروعات متعددة فتحت آفاق التعاون بين الجانبين وأسست لشراكات تنموية مثمرة تساعد على تحقيق أهداف التنمية الشاملة على ضفتي المتوسط".
وأشار إلى أنه "على الرغم من الإنجازات التي تحققت في إطار الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، فما زال أمامنا العديد من التحديات التي تتطلب أن تتضافر جهودنا جميعا من أجل التعامل معها، ويأتي في مقدمتها الحاجة إلى تفعيل التعاون الإيجابي من أجل مكافحة الإرهاب، والدفع نحو إيجاد حل نهائي ودائم للصراع العربي الإسرائيلي، والحد من التسلح ونزع أسلحة الدمار الشامل، هذا بالإضافة إلى ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاقيات حماية البيئة من التغيرات المناخية".
واختتم عبد العال كلمته قائلا: "إنها تحديات جسام تتطلب منا جميعا التحلي بروح المسئولية الجماعية في مواجهتها في إطار الفضاء الأورومتوسطي الذي يجمع بين دولنا وشعوبنا".