* البابا تواضروس: علينا أن نغلق الطريق على من يستغل حادث المنيا لإشعال فتنة * محافظ المنيا: لن نقبل أي تجاوز.. ومحاسبة المخالفين في أزمة قرية «الكرم» * مطرانية المنيا: شائعة علاقة بين مسيحي وفتاة مسلمة وراء أحداث قرية الكرم قال الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا، إن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، دعا إلى ضرورة ضبط النفس والتزام التعقل والحكمة للمحافظة على السلام الاجتماعي والعيش المشترك، وأن نغلق الطريق على كل من يحاول المتاجرة بحادث سيدة المنيا لإشعال الفتنة، قائلا: "حمى الله مصر والمصريين من كل شر وسوء". وأكد الأنبا مكاريوس أنه يتواصل مع البابا تواضروس بشأن قضية السيدة التي تعرضت للإهانة بالمنيا. وأضاف أسقف المنيا، في تصريح له، أن البابا تواضروس، الموجود بالنمسا حاليا، يتابع عن كثب ما تعرضت له السيدة القبطية بالمنيا ويطمئن على حالتها الصحية والنفسية، كما يتابع أحوال المتضررين في الأحداث والخسائر التي لحقت بهم. وأكد أن البابا يتابع الأمر باهتمام مع القيادات السياسية والأمنية، حيث وعدوا قداسته بتتبع الجناة وتسليمهم للعدالة، موضحا أن المسئولين في الدولة أكدوا أن الأم مصرية وأن صيانة شرفها واجب ومسئولية. من جانبه، أكد اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، عدم قبول أي تجاوزات أو سلوكيات غير مسئولة تقع من الإخوة المسلمين ضد أشقائهم المسيحيين، لافتًا إلى أن الدولة لن تقبل بحدوث مثل هذه التجاوزات أو التقاعس عن تنفيذ القانون، مشددًا على أنه ستتم محاسبة المقصرين والمخالفين للقانون. جاء ذلك خلال اللقاء الذي تم عقده بمكتب المحافظ واستمر حتى الساعات الأولى من فجر اليوم لإزالة أسباب الخلاف بين المسلمين والمسيحيين بقرية الكرم التابعة لمركز ومدينة أبوقرقاص، والذي حدث مساء يوم الجمعة الماضي، بحضور الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا، واللواء رضا طبلية، مدير أمن المنيا، ومفتش الأمن العام ومفتش الأمن الوطني ورئيس مباحث المديرية. تناول اللقاء شرحًا مفصلاً حول دور الأجهزة الأمنية فى ضبط 5 أشخاص ممن قاموا بالاعتداء على الإخوة المسيحيين بالقرية، وتم عرضهم على النيابة العامة، وأن 3 منهم مازالوا قيد الحبس حتى الآن، بالإضافة إلى قيام الأجهزة الأمنية بتنظيم حملات يومية لملاحقة 10 متهمين هاربين لإلقاء القبض عليهم. وأشار المحافظ إلى أن هناك أيادى خفية تحاول إحداث انشقاق بين المسلمين وأشقائهم المسيحيين وأن هذا لن يحدث إيمانا من المصريين بأنهم كيان واحد. وطلب المحافظ من جميع الحاضرين احتواء الأزمة وتهيئة الأجواء لإزالة أى خلاف بين الأشقاء المسلمين والمسيحيين بالقرية وعدم السماح بأي تجاوزات أو سلوكيات تضر بالنسيج الوطني، وأكد على محاسبة المتسببين فيه بكل شدة، وقال إن "الأزمة تفرض على الجميع وحدة الصف والتماسك الوطني، فنحن شعب واحد عشنا آلاف السنين على ضفاف نيل واحد نعبد إلها واحدا هو الله رب العالمين رب جميع الأنبياء ولن تفرق بيننا فتنة إلى يوم الدين". كانت مطرانية المنيا أكدت أن الأحداث المؤسفة التي شهدتها قرية "الكرم"، مركز أبو قرقاص بالمنيا، جاءت بعد شائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة، وقد تعرض المسيحي ويدعى أشرف عبده عطية للتهديد، ما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور الخميس الماضي بعمل محضر بمركز شرطة أبو قرقاص، يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي. وأضاف البيان قائلا أنه بالفعل، فإن مجموعة يقدر عددها بثلاثمائة شخص، خرجوا في الثامنة من مساء اليوم التالي الجمعة 20 مايو 2016 يحملون أسلحة متنوعة فتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها، حيث تقدر الخسائر مبدئيا بحوالي ثلاثمائة وخمسين ألفا من الجنيهات. وتابع أن المتعدين قاموا بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، وقد وصلت قوات الأمن إلى هناك في العاشرة من مساء نفس اليوم، وقامت بالقبض على 6 أشخاص، حيث تباشر الآن التحقيق معهم. واختتمت المطرانية البيان قائلة: "نحن نثق أن مثل هذه السلوكيات لا يقبلها أي شخص شريف، كما نثق بأن أجهزة الدولة لن تقف منها موقف المتفرج، ونحن إذ نشكر مقدما أجهزة الأمن، نثق بأنها لن تألو جهدا في القبض على جميع المتورطين ومحاسبتهم".