في ظل التحديات العديدة التي تواجه الأسرة المصرية، والتي تنعكس علي أطفالها سلباً أو إيجاباً، نلاحظ إتباع الأسرة لأساليب المقارنة بين الأطفال، أو عدم تفهم نمط شخصية كل طفل، وظروفه التي تختلف عن أشقائه وأقرانه، فنلاحظ أن الطفل الأكبر يختلف في تصرفاته عن الطفل الأصغر منه عمرا، و قد تتباين حركته وتفاعله و سرعة استيعابه! و في هذه الحالة قد يتعرض الطفل الأكبر لضغوط من الوالدين لاسيما الأم لاحتراف رياضة معينة، أو عزف موسيقي، أو غير ذلك من أشياء لا يميل إليها الطفل، او لا تسمح بها قدراته، وعليه فلن ينجز الطفل الأداء الذي يطمح له الوالدين!! ويكون ذنب الطفل العقاب الشديد من الأب أو الام أو كليهما، والخطورة تكمن في حالة ممارستهم لأسلوب الضغط النفسي، و التأنيب للطفل، والذي يصبح طفلا يائساً، حائراً كيف يرضي والديه ويحقق ما يريدون رغم عجزه نتيجة غياب الموهبة، أو القدرة علي إنجاز ما لا يمكن إنجازه!! وتتحول مرحلة الطفولة النشطة، والانفعالات والطاقة المتفاوتة التي تكمن بداخل الطفل و تنتج عنها قدرات و مواهب متعددة إلي مشكلة تحول دون استثمارها نتيجة الضغط النفسي علي الطفل، ومحاولة الوالدين للسيطرة عليه، وجذبه لما لا يردي طاقته وقدراته، لهذا من الضروري على الأم و الأب تفهم هذه النقطة وعدم تجاهلها لتجنب العواقب الوخيمة فيما بعد. فمن الأهمية بمكان أن يؤمن الوالدين باختلاف قدرات الأطفال فكل طفل يمتلك قدرات قد لا تكون متوافرة في أخيه، أو عند زميله في المدرسة، لهذا على أولياء الأمور أن يتبعوا أفضل الطرق التربوية في تعزيز الثقة عند الطفل، فالثقة أمرا محورياً في طريق بناء الشخصية، ونمائها وتطورها. والثقة بالنفس عنصر ضروري، وأساسي لدى كل إنسان في سبيل مواجهة الحياة بتحدياتها المتباينة، ولتفادي مشكلات الثقة بالنفس لدي الطفل يتعين إيضاح أن الفشل ليس نهاية المطاف، بل بداية مستنيرة لتصويب المسار، والمحاولة من جديد،لذا يتعين علي الآباء والأمهات تعليم الطفل عدم الخوف من تكرار التجربة عند الفشل في تحقيق أمر ما، مع الاستمرار في البحث عن الأسباب الذي أدت إلى عدم تحقيق النتائج الايجابية، و تصحيح المفاهيم الخاطئه لديه. من الضروري أيضاً أن يعرب الوالدين عن شكرهم وامتنانهم للطفل، والشكر والتقدير أمر بالغ الأهمية يعزز من ثقة الطفل بنفسه، ويزيد من رغبته في الإنجاز واثبات ألذات. وفي حالة تعثر الطفل أو عدم إحرازه للنتائج المرجوة ينبغي علي الوالدين عدم إبراز مشاعر الشفقة، والأسف والتي تزيد من عدم ثقة الطفل بنفسه، وتزيد من الشعور بالوصمة، وعدم الثقة بالذات، ومن الأخطاء الشائعة مقارنه الطفل بأخواته أو أصدقائه أو أحد الأقارب،مثال: فلان أفضل منك، أخيك مبدع و أنت لا!! أنت غبي ، أنت كسول .. كلها كلمات سلبية، تقلل من ثقة الطفل بنفسه وتجعله مهزوم نفسياً فاقد للأمل!! فالمقارنة لها آثار سلبية تراكمية قد تؤثر بشكل سيء في المستقبل. وأخيراً وليس أخراً فمشاركة الأسرة للطفل ومساندته، وبث روح العمل الجماعي، وقيم التعاون والمسؤولية تجاه أفراد الأسرة، والمجتمع، والأصدقاء ترسخ للشخصية الايجابية التي تعلي المصلحة العليا للأسرة ولا تخلق طفل أناني سلبي ، وتتمثل مسانده الطفل، و دعمه نفسياً من خلال تقديم ألمساعده، و التشجيع على تحقيق الذات من خلال المحاولة، وعدم اليأس، و من خلال المشاركة و الشعور بالأهمية، والتدريب علي ضبط النفس والتحكم بالذات لمواجهة صعوبات الحياة في المستقبل، و الأهم من ذلك هو تربية الطفل على حب التعاون و التسامح مع الآخرين، و حسن الحوار، و التيقظ الدائم، و الانضباط الشخصي، و إقامة علاقات اجتماعية بناءه، و اتخاذ قرارات مسؤولية لاسيما في الظروف الصعبة من أجل تعزيز ثقة الطفل بنفسه.