خبراء علاقات دولية وأوروبية: الاتحاد في مفترق الطرق ومصيره رهن استفتاء بريطانيا الشهر المقبل يجب أن يراجع الاتحاد "اتفاقيته" وأن يكون أكثر مرونة ليحافظ على أعضائه سكان بريطانيا يرون أنه "عائقا" لهم ولا يقدم شيئا للمملكة مواطنو دول الاتحاد يرونه مهددا لهويتهم ويدفعون ثمنا ضخما بلا مقابل الطرشوبي: الاحاد تكون على أساس اقتصادي وتجاهل أزمات دوله الاقتصادية قد يشهد مغادرة أعضاء عدة "بدون استفتاء" وأصبح أقرب إلى الانهيار بريطانيا تحلم ب"الإمبراطورية" ولذلك تفضل الانفصال تجري بريطانيا استفتاء على البقاء أو مغادرة الاتحاد الاوروبي في 23 يونيو المقبل، الامر الذي جعل دول بولندا، إسبانيا، إيطاليا،السويد يطلبون استفتاء على نفس الغرار البريطاني بعد أن أظهر استطلاع أن 45 % من هذه الدول سوف تسير في نفس توجهات بريطانية. وعن سبب محاولات بعض الدول لمغادرة الاتحاد، والسبب في كون الاتحاد الأوروبي أصبح طاردا لأعضائه، وكيف سيكون مستقبله على ضوء تحذيرات ديفيد كاميرون من انسخاب بريطانيا، قال الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية، إن بريطانيا لديها تشككات نحو الاتحاد الأوروبي منذ الانضمام إليه، خاصة وأن انضمامها كان بضغوط، مشيرا إلى أن الاتحاد سوف يعيش مرحلة صعبة في حال مغادرة بريطانيا للاتحاد في الاستفتاء الذي تقوم به الشهر المقبل. واستبعد "اللاوندي" في تصريح ل"صدى البلد" مغادة بريطانيا للاتحاد لوجود علاقات اقتصادية مشتركة، الا أنه في حال انسحابها سوف يعقب ذلك مغادرة دول أخرى للاتحاد خاصة وأن هناك دول صغيرة تسير معصوبة العينين وراء بريطانيا الأمر الذي يؤثر بشكل عام على هوية دول الاتحاد وتفرقها. وأوضح أن الاتحاد سوف يعيش مرحلة صعبة للغاية في حال انسحاب بريطانيا منه، موضحا أن المرحلة الحالية بالنسبة له بمثابة "مفترق طرق"، يتحدد اتجاهه النهائي بعد التصويت البريطاني. "اتفاقياته السبب" فيما أكد سعيد عيسى، الباحث بالعلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجي، أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى إعادة النظر في الاتفاقيات التي تحكمه واستخدام المرونة داخله في التعامل مع القضايا وطرح ومناقشة الأفكار، وهو ما يمثل التحدي أمامه الفترة المقبلة. وأشار إلى أن استمرار الاتحاد على نفس سياسته يهدد بقاءه، موضحا أن استفتاء بريطانيا على البقاء أو مغادرة الاتحاد الفترة المقبلة هو من يحسم مصير الاتحاد حول تفككه. وأضاف "عيسى" أن المواطنين البريطانيين يرون أن الاتحاد لا يقدم شيئا لبريطانيا بل إنه يعوق بعض الاتفافيات لذلك يرون أنهم ليسوا بحاجة لعضوية الاتحاد، وهو رأي البعض فيما يرى آخرون من أن تواجدهم داخل الاتحاد مهم وينمي فكرة التعاضد بين الدول. وأوضح أن توسع الاتحاد في الفترة الأخيرة بطريقة كبيرة لامتداداته رآه بعض الأوروبيين أنه يفقدهم الخصوصية التي أسس الاتحاد من أجلها، خاصة مع التطورات الأخيرة وانتشار الإرهاب والهجرة وهو ما أشعر مواطني دول الاتحاد أن فكرة التواجد داخل الاتحاد يقضي على هويتهم القومية. وأشار إلى أنه بالرغم من أن بريطانيا ليست عضوا فاعلا أو قياديا في الاتحاد الأوروبي كفرنسا وألمانيا لأنها خارج منطقتين مهمتين وهي اليورو لأنها لا تزال تتعامل بعملتها كما انها خارج منطقة شينجل ولها تأشيرة بمفردها خارج الاتحاد، الا أن استفتاء بريطانيا الفترة المقبلة خطوة لتحديد مصيره. ولفت إلى أن بعض مواطني دول الاتحاد يرى أن استمرار البقاء داخل الاتحاد تهديد لهويتهم كما أنه بذلك يدفعون أثمانا ضخمة من الناحية الاقتصادية والسياسية في حين عدم وجود مقابل. "تجاهل الأزمات الاقتصادية" وقال محمود الطرشوبي، الباحث في الشئون الدولية، إن الاتحاد الأوروبي بُني على أساس اقتصادي وليس سياسيًا، وهو الدور الذي لم يقوم به في حل الأزمات، كأزمة اليونان الإقتصادية، الأمر الذي جعله على غير الأمل الذي كان منتظرا منه، تجاه مشاكل دوله، ما دعا بريطانيا في السابق إلى التهديد بالانسحاب منه بعد مطالبات بإصلاحات حقيقية. وأضاف "الطرشوبي" أن استفتاء بريطانيا على مغادرة أو البقاء بالاتحاد الشهر المقبل، سوف تنفجر معه أزمة داخلية، خاصةً وأن هناك دولا أخرى تأخذ نفس طريق بريطانيا، ومن المتوقع أن تغادره دون حاجة لاستفتاءات، لافتًا إلى أن الإتحاد أقرب إلى الانهيار من النجاح لأن انشاءه قائم إلى النظام الاقتصادي الذي سرعان ما ينتهي اذ لم يحقق أهدافها. وأوضح أن البريطانيين لا يزال يسيطر عليهم فكرة العظمة باسترجاع أفكار الإمبراطورية البريطانية، وهو ما يدعوه إلى رفض فكرة الاستمرار تحت مظلة كيان تتزعمه دول أخرى كفرنسا وألمانيا.