وتستمر بطريقها تمضى وسط حالة من تجدد الإبداع بامتداداته الإنسانية الرحبة لتصفع مجددا الدولة العلمانية خبل الموروث الديني الذى يحاول أن يقيم دولة الولاء والبراء وفقا لمعايير الفقهاء لا الله.. وعلى اعتبار الولاء لا الكفاءة التي أدت إلى أن يدور الشرق حول تخلفه دورات يحسبها المبطلون أنها تقطع في درب التقدم عدة خطوات وما هو إلا وهم يتجلى في التعب ويظهر في الجهد بلا نتائج تقربنا للخروج من أسر النفق...!! تتحلى الدولة العلمانية بأناقة ما يصنعه الفكر الإنساني الرحب في أرجائها ليستمر عطاؤه مغنما للحياة ورافعا للقيم ومؤصلا للمساواة ودافعا لقيم التسامح وخادما لنهضة الحياة وتطورها ....! فيما يرتع الشرق حول سلفييه ليتعلم منهم أحكام قتال الكفار ولعن المخالفين وتثوير الفتن المذهبية التي تدور سطورها حول إخراج أمم من المخالفين لهم في المذهب من أهل القبلة من دائرة الدين تمهيدا لشحن الشعوب المغيبة إلى ساحات فتنة تحت راية يحسبونها جهادا وما هي إلا جهود تمكن للسقوط فيما بقى من ديارهم المشيدة ومدنهم الكئيبة المحاصرة بالإرهاب...! يحسبون كل صيحة عليهم.... وها هي تصيح الدولة العلمانية اليوم صيحتها كي تلفت أنظار قوم ذهبت بصائرهم... لعلهم يهتدون..! لا زال يحضرني مشهد لا يغيب من صعيد مصر انتصرت فيه التقاليد الباليه على قوانين الحقوق والمساواة حين رفضت مدرسة بني مزار الثانوية الفنية تعيين ميرفت سيفين مديرة للمدرسة كونها مسيحية ولم تستطع تنفيذ قرار ترقيتها بتوليها منصب مديرة المدرسة بعد تجميد القرار على يد مدير إدارة بني مزار الذي وعد الطالبات بعدم تنفيذه وإعادة المدير السابق الذي انتهى عمله في تحد واضح للقانون وتماشيا مع مزاج سلفي لا يجلب إلا الخراب ولا ينشر إلا الكراهية وسط بيئة تخلف مروع تزعم كذبا أنها تربي وتعلم ...!! لقد تم إلغاء القرار الذى صدر بتعيينها من مديرية التربية والتعليم بمحافظة المنيا نظرا لما حققه سجلها التعليمي من تفوق شهد لقدراتها واستحقاقها أن تقود عملية تعلميه تصل بها لبر الوعي المطلوب في وطن يخيم عليها سحب من ضباب.. وفجأة عبر شحن طائفي معمول به في بلادنا لا يلوي على شيء غير قهر ما بقي في تاريخ هذه الأمة من قيم تتشبث بطرف الوطن.. تتجمهر الطالبات مع بعض المعلمين وتخضعوا القانون لما يحملون من وهوى طائفي بغيض....!! هذا الضياع الذى يصنع منظومة الشرق هو الذي يحقق المعدلات المرتفعة في نتائج ما تحرزه يومياته من سقوط على كافة المستويات ...!! وقد سبق هذا المشهد آخر أكثر ترويعا عام 2011 م عندما ذهب محافظ مسيحي قدير في خبرته عميق في معارفه شفاف في إدارته كفء في جملة خصاله ومزاياه يمتلك قدرات إدارية قادرة على تحقيق نقلات نوعيه في تنميه محافظة قنا... إلا أن المحافظة التي احتلها الفكر الديني المتخلف آوت إلى شارع الفتنة فأغلقت أبوابها ورفضت أن يتسلم المحافظ الكفء إدارتها في وطن مختلط ... وسط هذا الضجيج تُصر الدولة العلمانية اليوم أن تصفع الدولة الدينية على القفا... صفعة محب. يريد للمشاهد المكتئب أن يتحرر من نزوات الافتئات على الله باسم الفقهاء...! تريد الصفعة أن تهزم أياديكم التي تتاجر في أسواق الرقيق بالأطفال والنساء...! تتمنى الصفعة أن تعودوا إلى رشدكم بإنتاج ثقافة معاصرة تحتضن المختلفين في الدين والمذهب والعرق بدلا من سياسات التهجير والقتل التي أسسها فقها عمل على التمييز حتى في المركب والملبس وقصة الشعر ولون الحذاء...!! إنها صفعة تريد أن تبلغ بكم حد التعقل في التعامل مع قيم الحياة ...تلك التي حملتها الأنباء مع حركة الرياح القادمة بعبقها من الغرب في ليلة الخامس من مايو 2016 لتقول للعام الشرقي الغارق في فتن القتل والكراهية السلفية حتى أذنيه .. وجاءت الصفعة هذه المرة من بلاد الغرب البعيدة حيث أعلنت بريطانيا فوز مرشح حزب العمال ابن سائق الأتوبيس الباكستاني المهاجر صديق خان وهو مسلم علي ابن الملياردير الانجليزي جولد سميث وهو مسيحي ليتم تعيينه كعمدة للندن والتي هي أكبر مدينة أوروبية أيضا... ليكون في الرسالة ما فيها لعل هذا الشرق يشعر بالخزي أو يتعلم من الوخز كيف يكون للضمير العلماني كل هذا التبتل والنضج لصناعة المزيد من المفاجآت والإبداعات....... !!