في بر مصر وعالمنا العربي المُبتلى والإسلامي المطعون بشيخوخته التي أقعدته عن الإبداع ...!! من فينا وبيننا لم تخرم أذنه سلة الهذيان السلفي التى تحارب تجمعنا وبهجتنا وسبل تطور أمتنا وإبداعها باسم النهي عن البدعة والتوقف عن الابتداع وأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وفقا لفهمهم ... ؟ فلو زدنا في ألفاظ الدعاء قالوا بدعة مع أن أصل الدعاء موجود وإذا خصصنا رجب الأصب الذي تُصب فيه رحمة الله بالانقطاع إليه بالتوجه والعبادة قالوا بدعة مع فضل رجب وحلية الدعاء وقيمة العبادة !! وإذا عظمنا يوم مولد النبي لعظمته في حياة المؤمنين قالوا بدعة لم يحتفل بها الصحابة والتابعون مع أن النبي كان يحتفل على طريقته بصيامه حين سئل عن الاثنين المبارك قال وذلك يوم ولدت فيه ...! من في هذا العالم لم تسود السلفية وجهها بطلته وتقعر جبهتها بفكرته ... ؟ من غيرها غرنا بالسفاهات والتفاهات يوم تحلقت حول ظنته من السنن وقد تركت القرآن مهجورا فظلت قيمه الكبرى متروكة ومبادئه العظيمة مجهولة بين المؤمنين وذهبت لتفتن الناس بالقشور وهي تنحر الفروض بالتفافها حول المستبدين والظالمين في التاريخ الذي غيب من ماضينا لحظات الإشراق التى تحت نورها تعيش قيم الحريات وفضائل التطور .....؟ من غيرها أشغلنا بالبدع فلم تبدع في زراعة ولا صناعة ولا تجارة وعاشت مع أمتها عالة على الأمم ....؟ وفي النهاية أبدعوا في تقصير الأثواب والتبشير بالمسواك وشحن القتلة إلى العواصم الآمنة باسم الجهاد ... فرأينا بصمات أفكارهم خلف القاعدة وداعش والنصرة وبيت المقدس وأجناد مصر ذي التوجه السلفي والمجرمين في الأرض أصحاب اللحى التى تعلن ولاءهم وانتماءهم .....!! وفي لحظة فارقة جديرة بالتأمل جاءوا ليتحفونا بفعل غير مسبوق في تاريخ أمتنا ... بدعة طازجة .....! حين نقلت مصادر معتبرة أن أعضاء شورى الدعوة السلفية وحزب النور بالإسكندرية إبان انتخابات الرئيس المصري قد أدوا صلاة الاستخارة لاختيار مرشح لرئاسة الجمهورية . وأمَّ الحضور حينها المدعو أحمد فريد ، عضو مجلس أمناء السلفية، وأحد مؤسسي الكتاتيب السلفية بالإسكندرية ، ودعا قائلا: "اللهم ولّى أمورنا خيارنا ولا تولى أمورنا شرارنا، اللهم انصرنا على من عادانا ". وتنتهي الاستخارة بإعلان دعمهم للمشير السيسي حينها ...!! والمشهد برمته لم يكن إلا جناية جديدة أوصلت القيم الأصيلة إلى حتفها حين أسسوا منهج زور باسم الله يتبنى اللعب بالمكاسب من أجل غايات وأجندات معروفه تمكن لفكر مستورد لا تعيش فيه ملامح مصريه ولا مصلحة إسلامية....! الاستخارة التي وقعت بهذه الكيفية لم يفعلها الرسول ولا أي من الخلفاء بعده ولا ملوك بني أمية سادات الفكر السلفي ...!! ولا مرة اجتمع فيها ولاة المسلمين ولا غيرهم لتأدية صلاة الاستخارة بشأن توليه والي أو عزله أو التخيير بين اثنين يمتلكان نفس المؤهلات لإسناد المهمات ...! ولا مرة احتار المسلمون وخلفاؤهم في إسناد الجيوش إلى قيادات ذات خبر وخبرة فلجأوا إلى الاستخارة في التخيير بينهم مثلا !!.... لم يفعلها المسلمون يوم السقيفة التى جاءت ببيعة أبي بكر التي كانت فلتة كما يقول عمر بن الخطاب وقى الله المسلمون شرها فلم يلجأ إليها في خلافته وقد ترك شأن المسلمين من بعده في سبعة ...!! ولم يصلي عبد الرحمن بن عوف بعدما تُرك له الخيار بين اثنين على وعثمان فمال ناحية قرابته ......! ولم يفعلها كذلك أبو بكر وقد ترك السلطان لعمر وفيهم من هو مثله كثير ...! لم يفعلها معاوية الذى تلتف حوله السلفية وقد ورث الملك ابنه ووضعه فوق رقاب المسلمين وفيهم صحابة كبار وأبناء صحابه أبرار ...! فعلى أي أساس ركب السلفيون سجاجيد الاستخارة ليدخلوا الله في قرار الاختيار وينحازوا باسم الله لجهة على حساب أخرى والأمر لا يعدوا أن يكون اختيار حر ونزيه محكوما بقيم مقروءة وتاريخ مشهود لكل مرشح وكفاح معروف وبرنامج مشهور وواقع يطلب أحدهما أكثر من الآخر للخروج بمصر من نفق الإرهاب وفي الاختيار الحر المتفق مع قيم الديمقراطية خيرا لأي وطن ....! على أي أساس تبنى حزب اللمبي صلاة الاستخارة في الاختيار بين مرشحين في انتخابات على أسس حديثة ليبراليه تعتمد الصناديق وصوت المرأة والمسيحي والمخالف بما يعد عند السلفيين قيم كفرية....؟! ما الذي أدخل سجادة الاستخارة من قيم الصناديق لإقحام التصور الديني على البسطاء وصنع بدعة محدثة ليس لها في التاريخ شبيه بنفس الممارسة البدعية العجيبة...! ما هو مفهوم البدعة لدى القوم وقد كان شيوخهم يطلقون على السيارة في بدء دخولها أرض الجزيرة عفريتا وشيطانا! ما هو مفهوم البدعة لدى قوم تقليديين حبسوا عقولهم في الماضي وسلموها سجن الأموات واعتقلوها في ظلمات المقابر عندما يرفضون كل جديد لصالح هوى يعادى التفكير والإبداع ...؟! ماذا يصنع فينا هؤلاء بعدما جعلوا الألف حجابا من الإرهاب بين البدعة والإبداع ...؟! فهل رأى أحد لبدعتهم في السابقين مثيل ...؟ أم أن بدعهم دين وإبداع غيرهم بدع تعادي الدين ..؟ أحذروهم فهم حزب ضلال ومشروع اقتتال ضد وطن يريد أن يستريح من عناء قضوه فوق رأسه أيام دولة مبارك كمخبرين أمناء ..! واليوم يستمرون في التحور والتحول واستخدام سجاجيد الصلاة في طعن نزاهة وأمانه صناديق الاقتراع الليبرالية التى كانوا يسمونها قبل بدعتهم وسائل كفريه .....!