ها نحن نجتمع مرة أخرى لنؤكد عزمنا وعزم مجتمعنا على تقدير سند الأسرة ورأس العائلة، عزمنا على تقدير آبائنا، فالآباء يلاقون ما يلاقون في هذه الحياة من متاعب ومشقات ومصاعب؛ ليوفروا لأبنائهم لقمة العيش الحلال والبيت السعيد والمال الوفير، فقط حتى يحيا الأبناء مرفوعي الرأس بين الناس. فسبحانه وتعالي قرن البر بالوالدين والإحسان إليهما، قرنه بالتوحيد.. فقضاء الله هو ألا نعبد إلا إياه، وأن نحسن لوالدينا، يقول رب العزة: ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)) [الإسراء: 23، 24]. وفي البخاري من حديث ابن عمرو أن رجلا جاء إلى النبي قال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، فقال: ((فهل لك من والديك أحد حيّ؟)) قال: نعم، بل كلاهما، قال: ((فتبتغي الأجر من الله تعالى؟)) قال: نعم، قال: ((فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما).. فخاتم المرسلين عظم من قدر الوالدين بل وأشار إلى أن الإحسان للوالدي يساوي أو هو أعظم في الأجر من الجهاد في سبيل الله. ورغبة منا في أن يعتدل ميزان الأسرة، وحتى نقدم لأبائنا الدعم النفسي الذي يستحقونه مقابل تضحياتهم اليومية وإنكارهم لذواتهم على مدار حياة الأبناء، ومن أجل أن ينال آباؤنا ما يستحقون من التقدير ومشاعر العرفان والولاء، سنحتفل بآبائنا.. ولا ندعي أننا أول الداعين لاحتفالية عيد الأب، فقد سبقتنا إليها بلدان أخرى، وسبقنا إليها أقلام حرة ومصلحين اجتماعيين، فقط نبث الروح في هذه الدعوات ونضعها موضع التنفيذ وكلنا وفاء وعرفان وتقدير لهذه الدعوات السابقة..لذلك سيصبح 21 أبريل من كل عام هو عيد الأب. فيا سيدي ألا يستحق منك أباك أن تهبه الشعور بالرضا والإحساس بأنه أتم رسالته فيك ولو ليوم واحد في السنة؟؟!! ألا يستحق آباك أن يشعر بتقديرك لمشوار حياته وولائك له ولو ليوم واحد في السنة؟؟!! ويا سيدتي ألم يكن آباك قلعتك وحصنك على مدار حياته؟؟!! ألم يكن السند والمدد؟؟!! ألا يستحق أن يشعر بعرفانك وتقديرك لكل ما بذل في سبيل راحتك والحفاظ عليك ولو ليوم واحد في السنة؟؟!! فلنرسخ احتفاليتنا هذه ولنرسخ قيم الوفاء والعرفان لآبائنا في وجداننا، ولندشن ال21 من أبريل من كل عام يوماً لتقدير الآباء وتأكيد مشاعر الولاء تجاههم.. معاً للاحتفال بآبائنا...