* رئيس المجلس: نتعرض لهجمة شرسة هدفها هدم مؤسسات الدولة * عبد العال: عقيدة الرئيس والجيش والمخابرات "مش بيع أى ذرة من أرض مصر" * الأعضاء يهاجمون وسائل الإعلام * نائب وفدى: الجيش المصرى "لقمة مرة" على أى شخص يحاول النيل منه شهد مجلس النواب، برئاسة الدكتور على عبد العال، حالة من الشد والجذب بعد افتتاح جلسته اليوم، الاثنين، بهجوم حاد من النواب على وسائل الإعلام، نظرا لانتقادها أداء المجلس طوال الفترة الأخيرة، وهو الأمر الذى ترتب عليه تدخل النائب سمير غطاس، مطالبًا رئيس المجلس بعدم تصدير صورة ذهنية تجاه الرأى العام عن المجلس بأننا ضد الحريات ومع تكميم الأفواه، وهو ما أثار حفيظة عبد العال فاشتبك معه لفظيًا. ووجه عبد العال انتقادات حادة لسمير غطاس، مؤكدا أنه دائم الإساءة للمجلس، فى البرامج الإعلامية، وعقب عليه غطاس بصوت مرتفع، ما ترتب عليه حالة من الفوضى، على أثرها صوَّت عبد العال على إخراجه من القاعة وإحالته للجنة خاصة للتحقيق معه. وأكد عبد العال أن "الدستور في المادة 70 ينص على حرية النشر والرأي والتعبير، إلا أنه تلاحظ في الفترة الأخيرة قيام بعض البرامج التليفزيونية بتوجيه النقد اللاذع للبرلمان، بما يؤثر سلبا على أداء النواب، ويرسخ صورة غير حقيقية عن المجلس"، مشيرا إلى أن هذه البرامج لا تراعي حرية الرأي كما يجب أن تكون. وقال رئيس البرلمان، عقب افتتاح الجلسة الصباحية، إن هذه البرامج الفضائية تنظر للمسائل من زاوية واحدة ولا تعرض الرأي والرأي الآخر، مشيرا إلى أن الأمور وصلت إلى السب والقذف وإهانة المؤسسات وصناعة الأزمات. وأضاف: "هناك استغلال لحرية الرأي والتعبير ويتم استخدامها لهدم صورة المؤسسات، ولدينا إرث قضائي كبير في التفرقة بين حرية الرأي والتعبير والسب والقذف". وأشار عبد العال إلى أن الإهانة الموجهة للنواب من قبل القنوات الفضائية هي إهانة موجهة لجموع الناخبين وليس فقط للنواب لأنهم يمثلون الناخبين.
وتابع: "مجلس النواب أنجز ما لم يتم إنجازه في مجالس برلمانية سابقة، فالمجلس أنجز لائحته التي تتضمن 430 مادة، ووافق على 341 قرارا بقانون"، مشيرا إلى أن مجلس النواب ألزم نفسه ونوابه باحترام مؤسسات الدولة وجعل الإخلال بهذا الأمر هو إخلال بواجبات العضوية. وأوضح عبد العال أن الكثير من النواب تحدثوا عن وسائل الإعلام والتي خرجت ممارستها عن حرية الرأي والتعبير، وقال: "استشعرت حزنا حقيقيا في عيون النواب، لذلك سأفتح باب المناقشات والكلمات في ممارسات الفضائيات ورد النواب على الإهانات المستمرة". وانتقد النائب صلاح حسب الله، عضو مجلس النواب، هجوم الإعلام على البرلمان، قائلا: "ما يحدث من هجوم بشكل ممنهج، يؤكد أن هناك توجها من بعض القنوات لتحقير المجلس وإهانة أعضائه، والمجلس أتى بارادة الشعب وليس بإرادة حاكم، وهناك محاولة لهدم المجلس والإساءة لمؤسسات الدولة". وتساءل: "أين دور الهيئة العامة للاستثمار؟ نحن مع حرية الرأى والتعبير، ولكن ليس مع الإساءة، فنحن نتقبل النقد، ولكن ليس السب والقذف العلنى". فيما قال محمد أبو حامد، عضو مجلس النواب: "نقدر دور الإعلام، والمجلس يقدر حرية الرأي والتعبير، لكن الأمر تعدى حرية الرأي والتعبير ليس فقط تجاه مجلس النواب، ولكن تجاه كل المؤسسات". واتهم أبو حامد، في الجلسة الصباحية للبرلمان، وسائل الإعلام بتصدير القلق للمواطنين، تجاه جميع المؤسسات، مشيرا إلى أن تصدير القلق وما يصدر من غضب شعبي يؤدي في النهاية إلى الفوضى. وأضاف أن أعضاء المجلس تلقوا تهديدات من وسائل الإعلام فيما يتعلق بقضية الجزيرتين، بأنه سيتم التشهير بالنواب الموافقين على الاتفاقية، قائلا: "اللى عايز يقول رأيه أهلا وسهلا ولكن بدون تزوير ومع الحرص على البلد والمؤسسات". وطالب باتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد أي تجاوزات، قائلا: "الإعلام ليس فوق القانون والقانون يتم تطبيقه على الجميع، بما ينفع المصالح العليا للوطن". بينما قالت هالة صبحي، عضو مجلس النواب: "لا أطلب قصف الأقلام ولا تكميم الأفواه، ولكن ما أطلبه أن يتحمل الإعلام مسئوليته في الحفاظ على الوطن، بعيدا عن الهجوم غير المبرر والتجريح للمجلس". فى السياق ذاته، أحال الدكتور علي عبد العال، النائب الدكتور سمير غطاس إلى لجنة خاصة للتحقيق معه في تجاوزاته التي ارتكبها في جلسة أمس. وأكد عبد العال أنه سيتخذ الإجراءات التأديبية ضد كل من يتحدث في الجلسة بطريقة غير لائقة، وبدون إذن وبطريقة تسيء للمجلس. وقال: "النائب يسيء للمجلس في وسائل الإعلام، ولا نأخذ دروسا منه في حرية الرأي والتعبير، فأنا من درست ما يقرب 40 سنة في الجامعات عن حرية الرأي والتعبير". وعقب ذلك، خرج غطاس من القاعة الرئيسية، فى الوقت الذى حاول فيه عدد من النواب تهدئته فى المجلس، فيما أكد غطاس أن "عبد العال لا يحترم اللائحة الداخلية للمجلس"، لافتا إلى أنه قرر طرده من الجلسة العامة للمجلس، بسبب انتقاده لموقف النواب الرافض لهجوم الإعلام. وقال غطاس، فى تصريحات للمحررين البرلمانيين، عقب طرده من الجلسة، إنه طالب خلال الجلسة، بأن أى مخالفات يراها البعض فى الإعلام وتمثل إهانة للمجلس، يجب إحالتها للقضاء باعتبارها مخالفة للقانون. فى السياق ذاته، قال رئيس مجلس النواب، إن مؤسسات الدولة المصرية تعانى من هجمة شرسة من الخارج والداخل، بدأت بالهجوم على الرئيس عبد الفتاح السيسى، والمؤسسة التشريعية ثم الجيش المصرى، مشيرا إلى أن هذا الجيش أنقذ البلاد وعقيدته "مش بيع أرض الدولة إطلاقا". وأضاف: "عقيدة الجيش المصرى والمخابرات العامة مش هتبيع ولا ذرة من أرض الوطن، وعقيدة الرئيس والجيش المصرى مش بيع ولا تفريط فى أرض، والرئيس السيسى هو من وضع روحه على كفه يوم 30 يونيو". وتابع: "الهجمة تتكاثر بعد الوفود الدولية إلى مصر، وعلى رأسها العديد من دول العالم، منها فرنسا وألمانيا، وهدفها هدم مؤسسات الدولة". وقال عبد العال: "الجيش المصرى لن يزايد عليه أحد، والرئيس السيسى أيضا لن يزايد عليه أحد، وكذلك مؤسساتنا التشريعية، ونحن بصدد معركة كبيرة هدفها هدم الدولة". فيما قال النائب الوفدى اللواء هانى أباظة، عضو مجلس النواب عن دائرة الزقازيق: "الجيش المصرى لقمة مرة جدا، وأى محاولات للعمل ضده ستبوء بالفشل". وأضاف أباظة: "مصر لن تهدم أبدا، ويبقى الجيش المصرى حامى الوطن، ولن يستطيع أى كائن من كان أن ينال من الجيش المصرى".