حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الخطورة المتزايدة لإمكانية حصول الجماعات المتطرفة واستخدامها لمواد كيماوية وبيولوجية ونووية وإشعاعية، مشددا على أن ظاهرة التطرف العنيف، والتي تؤدي إلى الإرهاب ليست متأصلة أو تقتصر على دين أو منطقة أو جنسية أو عرق. وقال كي مون - فى كلمة افتتح بها اليوم، الجمعة أعمال الاجتماع الوزاري رفيع المستوى ضمن مؤتمر مكافحة التطرف العنيف في جنيف - إنه على الجميع إدراك أن الغالبية العظمى من الضحايا فى جميع أنحاء العالم هم من المسلمين، وأن هدف المتطرفين هو تقسيم المجتمعات، بهدف السماح بحكم الخوف. وأكد أن المتطرفين الذين يمارسون العنف يشكلون تهديدا مباشرا لميثاق الأممالمتحدة والإعلان العالمى لحقوق الإنسان، كما يقوضون الجهود الجماعية للحفاظ على السلام والأمن وتعزيز التنمية المستدامة وتعزيز احترام حقوق الإنسان وتقديم المساعدات الإنسانية التى تشتد الحاجة إليها. وأضاف أن الجماعات الإرهابية اليوم تسيطر على الأراضى والموارد والسكان وتغذي الصراعات التي طال أمدها، كما أن السكان المحليين هم الذين يدفعون الثمن الأكبر، حيث يفر الملايين من منازلهم فى حالة رعب وخوف وفى بحث يائس عن سلامة أسرهم. وأشار إلى أن التطرف العنيف هو وبوضوح التهديد العابر للحدود والذى يتطلب تعاونا دوليا عاجلا، وأن خطة العمل التى قدمها للجمعية العامة للأمم المتحدة وتوافقت عليها، تقدم نهجا شاملا ومتوازنا لاتخاذ إجراءات متضافرة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية، حيث تقوم على خمس نقاط ذات صلة. ولفت إلى أن الأدلة تشير إلى أن الاستجابات الأمنية والعسكرية وحدها لا يمكنها هزيمة آفة الارهاب، بل قد تأتي بنتائج عكسية عندما تتجاهل سيادة القانون، وبما يجعل السياسات تدفع الفئات المهمشة إلى أن تتلاعب بها أيادى المتطرفين، ودعا إلى معالجة دوافع التطرف العنيف. وتناول مون أهمية وقاية الشباب من خطر أفكار المتطرفين، من خلال العمل حتى لايقع الشباب فى براثن الإحباط أو انكماش الفضاء السياسى فى مجتمعاتهم والعمل على التنفيذ الكامل لأهداف التنمية المستدامة، والتى ستعالج الكثير من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية التى يستفيد منها التطرف العنيف، كما شدد على ضرورة التمكين للمرأة والشباب وارتفاع المساواة فى المجتمعات. وقال مون إن خطة العمل تقدم توصيات للحكومات من أجل مشاركة القيادات الدينية والمجتمعية والقيادات النسائية ورؤساء مجموعات الشباب والقادة فى مجال الفنون والرياضة والإعلام والقطاع الخاص لمواجهة آفة التطرف العنيف. ودعا مون إلى التعاون الدولى، حيث لا يمكن لمنطقة وحدها مواجهة التطرف العنيف، مؤكدا استعداد الأممالمتحدة لتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء وتقديم كل الدعم لمواجهة التطرف العنيف ومسبباته من خلال نهج شامل للمنظومة، وذلك على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، مشيرا إلى أنه سيتم استعراض خطة العمل من قبل مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة التى ستبحث الموضوع فى يونيو المقبل.