يعرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خطته للعمل بشأن منع التطرف العنيف على الجمعية العامة، وذلك خلال اجتماع غير رسمي يعقده بعد غد الجمعة بمقر الأممالمتحدة في نيويورك. وجاء في بيان وزعه المكتب الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، أن التطرف العنيف ظاهرة متنوعة، ولا يوجد له تعريف واضح، ويعد ظاهرة ليست جديدة أو مقصورة على منطقة أو جنسية أو منظومة عقائدية. وأشار إلى أن جماعات إرهابية مثل "داعش" وتنظيم القاعدة وبوكو حرام شكلت خلال السنوات الأخيرة صورة التطرف العنيف في الأذهان، كما شكلت معالم النقاش بشأن كيفية التصدي لهذا التهديد. ولفت إلى أنه كان لرسالة التعصب الديني والثقافي والاجتماعي - التي تنشرها هذه الجماعات عواقب وخيمة في العديد من مناطق العالم- ومن خلال السيطرة على أراض واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صور وأخبار جرائمها البشعة بشكل مباشر، وتسعى الآن إلى تحدي قيمنا المشتركة المتمثلة في السلام والعدل والكرامة الإنسانية- طبقا للبيان. وأوضح أن انتشار التطرف العنيف أدى بالفعل إلى تفاقم أزمة إنسانية قائمة وغير مسبوقة تتجاوز حدود أية منطقة، حيث فر ملايين البشر من الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة الإرهابية والعنيفة، فيما تزايدت تدفقات المهاجرين واللاجئين من ناحية، وتدفقات المقاتلين الإرهابيين الأجانب من ناحية أخرى، من وإلى مناطق النزاع، منهم من ينشدون السلامة ومنهم "منجذبون" للنزاع بما يضاعف زعزعة الاستقرار في المناطق المعنية. ونوه بأن خطة العمل التي يعرضها الأمين العام تستهدف اتباع نهج شامل لا يقتصر فقط على التدابير الأمنية الضرورية لمواجهة الإرهاب، بل تشمل أيضا خطوات وقائية منهجية لمعالجة الدوافع التي تقود الأفراد نحو التطرف والانضمام إلى الجماعات المتطرفة العنيفة. وأشار البيان إلى أن خطة الأمين العام تعتبر بمثابة نداء من أجل عمل منسق للمجتمع الدولي، وتضع منهجًا شاملًا لكل منظومة الأممالمتحدة لدعم الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لمنع التطرف ومساعدة الدول الأعضاء في وضع خطط عمل وطنية، وتمت صياغتها من خلال عملية مشتركة ومكثفة بين وكالات الأممالمتحدة، استنادا إلى نتائج اجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة ومجلس الأمن، ولإحاطات تفاعلية مع الدول الأعضاء، إضافة إلى نتائج اجتماعات دولية وإقليمية. وتتضمن الخطة أكثر من 70 توصية للدول الأعضاء ومنظومة الأممالمتحدة لمنع زيادة انتشار التطرف العنيف. وتسعى التوصيات المعروضة أمام الدول الأعضاء إلى إدماج الوقاية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من نهج شامل يساعد على معالجة العديد من العوامل الرئيسية التي تدفع الأفراد للانضمام إلى الجماعات المتطرفة العنيفة. وتحدد التوصيات الإجراءات التي يمكن اتخاذها على الصعيد العالمي والوطني والإقليمي، بما في ذلك وضع أطر السياسات، وتعبئة الموارد، واتخاذ إجراءات ملموسة في سبع مجالات ذات أولوية هي: الحوار ومنع النزاعات، وتعزيز الحكم الرشيد وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وإشراك المجتمعات المحلية، وتمكين الشباب، والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والتعليم وتنمية المهارات وتسهيل العمل، والاتصالات الإستراتيجية، وشبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية. كما تنص خطة الأمين العام على تكليف هيئات الأممالمتحدة بتحديد الأولويات، والتوعية، وتكييف البرامج القائمة لاستهداف أسباب التطرف العنيف بشكل أكثر دقة، وطرح مبادرات جديدة لسد الثغرات المحتملة - كما جاء في البيان. يشار إلى أنه عقب هذا الاجتماع غير الرسمي من المتوقع أن ينظم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق مناقشة رسمية لخطة الأمين العام، كما ينتظر أن يقعد مؤتمر دولي بشأن تنفيذ خطة العمل تشارك في استضافته الحكومة السويسرية.