تشهد منطقة الساحل والصحراء فى الوقت الراهن اهتماما دوليا وإقليميا متصاعدا وذلك ارتباطا بما تشهده من تنامى ظاهرتى التطرف والإرهاب وحالة الفوضى بالتزامن مع تنامى معدلات الإتجار غير المشروع فى الأسلحة التقليدية والصغيرة والخفيفة والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. الصعيد الدولي في مساعدة دول "الساحل والصحراء" فعلي على الصعيد الدولى؛ قامت الولاياتالمتحدة الأمريكية بعمل العديد من المبادرات سواء كانت "ثنائية أو متعددة الأطراف" للتعاون مع دول فضاء الساحل والصحراء والتواجد للمعاونة فى " مالى – بوركينا فاسو – السنغال – الكاميرون – النيجر "؛ كما كانت هناك مبادارات فرنسية "ثنائية ومتعددة الأطراف" وذلك مثل عملية "بركان" فى دول "تشاد – النيجر – بوركينافاسو – مالى -"؛ فضلا عن الدعم فى أفريقيا الوسطى". كما انه كان هناك دعم أمريكى ومن الاتحاد الاوروبى لاستعادة الأمن والاستقرار فى الصومال والتواجد فى دول القرن الأفريقي خاصة في جيبوتى؛ كما ان اتجاه دول الاتحاد الأوروبي لتطوير مجموعة (5+5) لتصبح مجموعة (5+5+5)؛ محفل مشترك جديد يجمع بين دول جنوب أوروبا ودول شمال أفريقيا ومجموعة الدول الخمس بالساحل "دمج مبادرة 5+5 مع مجموعة 5G". الصعيد الإقليمي لدول الساحل والصحراء اتجاه القوى الاقليمية الى تأسيس تكتلات وتحالفات إقليمية لتحقيق منافعها ومصالحها فى مواجهة التحديات الأمنيه والاقتصادية وفى هذا الاطار يبرز الاتى: مسار نواكشوط تأسس بمبادرة من الإتحاد الأفريقي ويشارك فيه مفوض السلم والأمن الأفريقى بعضوية 11 دولة أفريقية هم "الجزائر – النيجر – تشاد- السنغال – غينيا – بوركينا فاسو – كوت ديفوار – ليبيا – نيجيريا – مالى – موريتنيا "؛ بالإضافة إلي عدد من الشركاء هم "الاتحاد الافريقى – الاممالمتحدة – الاتحاد الاوروبى – منظمة التعاون الاسلامى – الايكواس اتحاد المغرب العربى". وقد انطلق هذا المسار فى منطقة الساحل والصحراء فى 18 مارس 2013 بنواكشوط وعقدت عدة لقاءات وزارية وعدة اجتماعات لرؤساء اجهزة الامن والاستخبارات فى المنطقة اعقبها عقد اول قمة رئاسة لدول المسار فى 18 ديسمبر 2014 بنواكشوط حيث صدر عنها "إعلان نواكشوط"؛ وفقاً لبنية مجلس الأمن التابع للاتحاد الإفريقى وانطلاقا من التحديات الأمنيه التى تواجهها المنطقة تقرر انطلاق مسار نواكشوط حول الأمن الاقليمى بمنطقة الساحل والصحراء لتحقيق الاهداف التالية .. أ- وضع إستراتيجية شاملة لتعزيز التعاون الأمنى بين كافة دول المسار وتوافقها مع النظم الأمنية المعاصرة والفعالة. ب- مكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة والجريمة المنظمة والتهريب فى المنطقة من خلال ضبط الحدود وتأمينها وتحديد مواقع تلك الجماعات فى المنطقة ومحاصرتها وتضييق الخناق عليها. ج- توفير فضاء مناسب لتحقيق التنمية فى جو يسوده السلام والأمن والإستقرار لجميع دول المنطقة. د- تعزيز التعاون الأمنى بين الدول من خلال تنسيق إجراءات السيطرة على الحدود ومكافحة شبكات الجريمة والأنشطة الإرهابية فى شمال مالى ومساندة القوة الإفريقية الدولية المتواجدة فى المنطقة. ه- تبنت دول المسار مجموعة الآليات لتنمية أهداف المسار اهمها التنسيق الأمنى – تبادل المعلومات الإستخباراتية –تبادل الخبرات – الدوريات المشتركة – التعاون الميدانى – تفعيل البنية الأفريقية للسلام والامن – التعاون الوثيق مع كافة الشركاء من أجل القضاء على ظاهرة الإرهاب والتطرف – الجريمة المنظمة – التفكير فى إنشاء قوة التدخل السريع على مستوى المنطقة. و- يتابع تطورات هذا المسار من خلال وزراء الخارجية ورؤساء الأجهزة الأمنية والإستخباراتية للدول الأعضاء فى المسار بالإضافة إلى الشركاء الدوليين حيث تحرص الدول على الحفاظ على دورية الإجتماع بصورة منتظمة (الإجتماعات الوزارية كل "6" شهور واجتماعات رؤساء الاجهزة الاستخبارات كل "2" شهر). ز- تقدمت مصر بطلب رسمى لمفوضية الاتحاد الافريقى للانضمام كعضو كامل العضوية فى مسار نواكشوط. مجموعة الدول الخمس فى الساحل (G5) تأسس هذا التجمع فى 16 فبراير 2016 حيث أعلنت 5 دول من دول الساحل الافريقى "تشاد – النيجر – مالى – بوركينافاسو – موريتانيا " من خلال اجتماعهم فى نواكشوط إنشاء تجمع اطلق عليه مجموعة الدول الخمس فى الساحل؛ تهدف المجموعة إلى التنسيق فيما بينها بمجال التعاون الاقتصادى والأمني وتركز على التعاون بين الأجهزة الأمنية "الشرطة – المخابرات العامة – القوات المسلحة على مستوى رؤساء الأركان"؛ وتستضيف نواكشوط مقر سكرتارية المجموعة الذى عقد الاجتماع الاول لها فى فبراير 2014. وتمتلك الدول الخمس مقومات سياسية واقتصادية ارتباطا بامتداد التجمع من حدود دولة السودان شرقا إلى المحيط الأطلنطي غربا مما يسهم لان تكون وحدة سياسية واقتصادية متكاملة ويعزز من فرص نجاح التحمع وجود قيادتى نواكشوط وندجامينا التى تطمح الأولى لدور قيادى فى أفريقيا والثانية التخلص من حظر الجماعات الجهادية المتطرفة المتواجدة على حدودها وعلى جانب اخر لديها العديد من التحديات. وتتمثل التحديات الامنيه التى تواجه هذا التجمع وتتجاوز قدرات دول متجمعه القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وفروعها كحركة التوحيد والجهاد فى غرب إفريقيا وحركة بوكو حرام وجماعة انصار الدين الى جانب التنظيمات المسلحة المنتشرة فى ليبيا بالتوازى مع التحديات الاقتصادية "ارتفاع معدلات الفقر والامية والبطالة وضعف الموارد المائية". وقد عقدت بالعاصمة "ندجامينا" خلال يومى 19-20/11/2015 قمة عادية لمجموعة دول الساحل الخمس بمشاركة رؤساء الدول ومشاركة دولية رفيعة المستوى "ممثلة السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي "تيد ريكا بوجيرنى""؛ وممثل للأمين العام للأمم المتحدة ونائب وزير خارجية الولاياتالمتحدة وإسبانيا وسيطر على جدول اعمال القمة حادث فندق راديسون بالعاصمة المالية وتقديم الدعم والتدريب للقوة الافريقية المشتركة لمواجهة جماعة بوكو حرام والمهام التى يسعى لها التجمع. وتتولى تشاد حاليا رئاسة التجمع فى ظل تنامى العمليات الإرهابية فى المنقة واسفرت نتائج القمة عن الاتى : أ- تحديد مدة الرئاسة الدورية للمجموعة لمدة 2 عام. ب- انشاء كلية حربية إقليمية لمجموعة الدول الخمس فى الساحل مقرها نواكشوط تبدأ الدراسة بها عام 2016 وانشاء قوة عسكرية مشتركة لدول الساحل الخمس. ج – انشاء شركة طيران اقليمية وخط سكك حديدية يربط بين دول المجموعة لتحسين خدمات النقل وتعزيز التعاون الاقتصادى بين الاعضاء. د – اعتماد ميثاق القواعد التنظيمية الخاصة بانشاء لجنة الدفاع والامن بالمجموعة واتفاقية التعاون حول المسائل الامنية واعتماد ميثاق الشراكة العسكرية لتعزيز التعاون العسكرى لضبط الحدود والامن بين الدول الاعضاء فى التجمع. ه - التعهد بانشاء مركز الساحل للتحليل والانذار المبكر والموافقة من حيث المبدأ على الغاء تأشيرات الدخول بين دول الاعضاء فى مجموعة الخمسة مع مراعاة التدابير الامنية لتنفيذ ذلك. و – رحبت المجموعة مع الدول المانحة والمنظمات الدولية والاقليمية فى 19 نوفمبر 2016 والترحيب باعتماد خارطة طريق تحدد اطار التعاون بين المجموعة والاممالمتحدة والاتحاد الاوروبى. ز – التعهد بالعمل المشترك لتوفير حياة افضل للشباب من خلال تنفيذ مشروعات متكاملة تراعى قضايا الشباب. ح – الاعتماد على الحل السياسي فى لبيبا لاستعادة السلام والاستقرار ودعم جهود تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة فى مالى ودعم العملية الانتقالية فى بوركينافاسو. ط – اقترحت ممثل السياسة الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبى موتجرينى خلال قمة ندجامينا فى نوفمبر 2015 بلورة محفل مشترك جديد يجمع بين دول جنوب اوروبا ودول شمال افريقيا ومجموعة الدول الخمس بالساحل (دمج مبادرة 5 + 5 مع مجموعة g5) ى – تقدمت مصر بطلب رسمى للانضمام لمجموعة الدول الخمس بصفة مراقب. دول حوض بحيرة تشاد تأسست بالعاصمة التشادية ندجامينا فى مايو 1964 وتضم (تشاد – النيجر – افريقيا الوسطى – الكاميرون – نيجريا ) وتشارك بنين فى اجتماعاتها وقد استهدفت فى البداية التعاون الاقتصادى والبينى وتطورت الاهداف ليصبح التعاون الامنى فى مقدمة الاهتمامات وناقشت فى يونيو 2015 سبل مكافحة بوكوحرام والاتفاق على تنسيق العمليات العسكرية على المستوييين الاستراتيجى والتكتيكى وتجهيز القوة العسكرية المتركة متعددة الجنسيات وقد طلب امين عام التجمع بشكل رسمى ديسمبر 2015 ترفيع عضوية مصر فى التجمع من مراقب الى عضوة كامل بعد ان كانت مشاركة منذ عام 2010 بصفة مراقب. عملية جيبوتى تأسس هذا المسار الامنى فى مارس 2015 بالعاصمة جيبوتى وتمتد عضويته من تنزانياجنوبا حتى السودان شمالا وتضم فى عضويتها دول تجمع شرق افريقيا وبعض دول الايجاد "جيبوتى – شرق اثيوبيا – الصومال – جزر القمر – موريشيوس – السودان – جنوب السوادن – كينيا – اوغندا – تنزانيا – روندا – بورندى"؛ و تستهدف تعزيز التعاون الامنى بين دول العملية فى مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة وجرائم القرصنة.