* تعرفت على "الريحاني" من خلال متعهد الفنانين * لم تلفت نظر الريحانى في أول لقاء بينهما * بعد ترددها أكثر من مرة استجاب الريحاني لها وأسند إليها أول عمل مسرحي * كرمها السادات في عيد الفن عام 1978 لمساعدتها الجنود معنويا * تزوجت من عبد الفتاح البارودي وظل زواجهما سريا 17 عاما تحل اليوم، الأحد، ذكرى رحيل الفنانة نجوى سالم ال28، فقد رحلت في مثل هذا اليوم عن عمر ناهز 55 عاما، وهي فنانة من طراز خاص لها طابع مميز وضحكة مميزة عرفت بها وهي على خشبة المسرح. ولدت نجوى سالم في 17 نوفمبر عام 1933 لأب لبناني الأصل وأم إسبانية يهودية، وكلاهما كان حاصلا على الجنسية المصرية، ولعبت الصدفة دورا كبيرا في دخولها إلى عالم الفن، فقد عشقت ذلك العالم من خلال إقامتها في شقة بعمارة قريبة من أحد متعهدى الفنانين، واقتربت منه، ما جعلها تتردد عليه بصفة دائمة ليقوم بدعوتها هي ووالدتها لحضور إحدى مسرحيات نجيب الريحاني. أعجبت بفن الريحانى وطلبت من متعهد الممثلين أن يصطحبها إلى مكتبه، وبالفعل عرضت عليه أن يضمها إلى فرقته، فقد هوت التمثيل، إلا أنه سخر من هذه الرغبة قائلا لها: "إنتى لسه صغيرة"، فقد كانت تبلغ من العمر آنذاك 13 عاما. لم تيأس سالم لتصر على الالتحاق بفرقة الريحاني، وبالفعل أصبحت تتردد يوميا على الفرقة عسى أن يقتنع بها الريحاني ويضمها لها، وبعد محاولات عديدة غدت سالم عضوة بها ليسند إليها الريحاني أول عمل لها وهو "استنى بختك". تنوعت أدوارها واختلفت موهبتها لتتألق بين نجوم جيلها وتصبح الحصان الرابح في جميع الأدوار المسرحية التي تتطلب أداءً معينا من خفة الظل وارتجالها العديد من "الإفيهات" الجديدة المميزة، ومن هذه الأعمال مسرحيات "إلا خمسة، ذات البيجاما الحمراء، القبلة الأخيرة، حياة عازب، ملك البترول، الأزواج والصيف، إسماعيل ياسين في دمشق، الروح والجسد، شمشون ولبلب". وعلى الرغم من إشهار نجوى إسلامها، إلا أن أصلها اليهودي ظل يطاردها حتى أصيبت بمرض نفسي اضطرها لدخول مصحة "بهمن" للأمراض النفسية لأكثر من مرة، خاصة بعد رحيل والدتها التي كانت متعلقة بها تعلقا شديدا، فقد شعرت بالضياع والخوف بعد رحيلها. وفي عام 1978، خلال عيد الفن كرمها الرئيس الراحل أنور السادات نظرا لمجهوداتها في مساندة الجنود بعد حرب أكتوبر، فقد تبرعت بقيمة الجائزة التي أعطاها لها السادات وقيمتها 200 جنيه لمعهد شلل الأطفال وجمعية الوفاء والأمل، وأثناء تسلمها جائزة التكريم من السادات، ارتدت فستان زفاف وقالت آنذاك للسادات: "النهاردة زفافي، أنا اتجوزت الفن.. أنا ما اتجوزتش لغاية دلوقتي لأني اتجوزت الفن". وأخفت نجوى خبر زواجها عن الجميع، وكانت رغبتها الوحيدة فى أن يكون زواجا سريا مع من خفق له قلبها، وهو عبد الفتاح البارودي، الكاتب والصحفي بقسم الفن بجريدة "الأخبار"، وحتى يفوز بقلبها وينعم بالقرب منها، وافق البارودي على أن يكون زواجه عرفيا سريا، وعاش معها 17 عاما في سرية تامة ولم ينكشف سرهما إلا بعد رحيلها عندما غلبه الحزن وقضى على مقاومته ليودعها من مستشفى السلام في صباح يوم 12 من مارس من عام 1988.