أخبرنا الله تعالى عن أن هناك أناسا يدعون محبته عز وجل، وأن محبته تعالى لابد فيها من علامة لصدقها وهى اتباع سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى جميع أقواله وأفعاله فى كل أصول الدين وفروعه، فمن اتبع الرسول دل على صدق دعواه على محبة الله تعالى فيحبه الله ويغفر له ذنبه ومن لم يتبع الرسول فليس محباً لله تعالى لأن محبته لله توجب عليه اتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وذلك مصداقا لقوله جل وعلا: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»، سورة آل عمران: آية 31. وقال الإمام محمد متولي الشعراوي، في تفسيره للآية الكريمة، إن المقصود من قول الله تعالى: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ»، أى أن بعض الناس قد ادعوا محبتهم لله تعالى ولكنهم لم يتبعوا الله فيما جاء به رسوله -صلى الله عليه وسلم- فكأنهم جعلوا الحب شيئاً واتباع التكليف شيئاً آخر. وتابع: «والله سبحانه له على خلقه إيجاد وإمداد وتلك نعمة ولله على خلقة فضل التكليف لأنه سبحانه عندما كلفنا إنما يريد لنا أن نتبع قانون صيانة حياة الإنسان، فهناك فرق بين أن تحب أنت الله وأن يحبك الله فلا يكفى أن تحب الله لنعمة إيجاده وإمداده لأنك بذلك تكون أهملت نعمة تكليفه التى تعود عليك بالخير فحب الله لعبده يتوقف على أن يعرف العبد نعمته تعالى فى التكليف». وأضاف الشعراوى، فى تفسير الآية أن المراد من قوله تعالى: «فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»، أى أن الرسول المرسل من عند الله جاء بكل ما أنزله الله ولم يكتم شيئاً مما أمر بتبليغه فلا يستقيم أن يضع أحد تفريقاً بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبين الله تعالى. وبين إمام الدعاة أن قوله تعالى: «وَيَغْفِرْ لَكُمْ»، أن هذا القول يتضمن ما تسميه القوانين البشرية بالأثر الرجعى فمن لم يكن فى باله هذا الأمر وهو حب الله واتباع رسوله فعليه أن يعرف أن عليه مسئوليه أن يبدأ فى هذه المسألة فوراً ويتبع الرسول وينفذ التكليف الإيمانى، وسيغفر الله له ما قد سبق فإن الذنوب التى يغفرها الله هى التى فر منها بعض العباد من اتباع الرسول التى جاء بالحكم فيها ولنعلم أن الرحمة والمغفرة من عند الله تعالى.