قال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم الجمعة إن تركيا لديها بواعث قلق جادة حيال اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بسبب استمرار القتال وذلك قبل ساعات من سريان الاتفاق. وأوضح المتحدث إبراهيم كالين "ندعم اتفاق وقف إطلاق النار هذا من حيث المبدأ. لعبت تركيا دورا نشطا في اتخاذ هذا القرار. لكن عندما ننظر في التطورات التي جرت حتى الآن خلال محادثات جنيف واتفاق ميونيخ وما بعدها وحتى الليلة.. لدينا مخاوف بالغة بشأن مستقبل وقف إطلاق النار مع استمرار الضربات الجوية الروسية والعمليات البرية للقوات الموالية لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد." واتهم الحكومة السورية باستغلال محاولات سابقة للسلام كوسيلة لكسب الوقت. وقال كالين "حتى الآن يستخدم النظام السوري هذه المفاوضات مثل المحادثات في فيينا وجنيف كوسيلة لكسب الوقت. نأمل في أن تكون النتيجة مختلفة هذه المرة لكن الأوضاع المتدهورة على الأرض لا تساعدنا في الشعور بالأمل." واستمر القتال في معظم أنحاء غرب سوريا مع أنباء عن ضربات جوية مكثفة استهدفت مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة شرقي العاصمة دمشق. ومن المقرر أن يبدأ سريان اتفاق "وقف الأعمال القتالية" في منتصف الليل (2200 بتوقيت جرينتش). ووافقت الحكومة السورية على خطة وقف إطلاق النار. وقال التحالف الرئيسي للمعارضة الذي عبر عن تحفظات شديدة تجاه شروط الاتفاق إنه على استعداد لهدنة مدتها أسبوعان لاختبار نوايا الحكومة وداعميها الروس والإيرانيين. وتعقد دور تركيا في عملية وقف إطلاق النار بسبب انعدام ثقة أنقرة في وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من واشنطن. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية وتخشى أن تثير قلاقل بين سكانها الأكراد. وقال كالين أيضا إن أنقرة ستتعامل مع أي مخاطر أمنية بما يتماشى مع قواعدها للاشتباك ولن تسمع بتكوين دولة كردية مستقلة أو مناطق كردية تحظى بالحكم الذاتي في شمال سوريا. وأوضح "معركتنا هي ضد التطورات التي تتجه صوب تشكيل دولة بتوجيه من حزب العمال الكردستاني. لن تسمح تركيا بالتأكيد بتشكيل دولة مستقلة أو منطقة حكم ذاتي أو جيوب بجوار حدودها الجنوبية". وكرر كالين أن تركيا ليس لديها خطط أحادية بشان عملية برية في سوريا. وقال "نحن لم ندل بتصريح ملزم بشأن عملية برية في سوريا وليس لدينا استعدادات لمثل هذه العملية. لقد أكدنا دائما أننا سنعمل مع التحالف الدولي فيما يتعلق بهذه الخطوة. ولذلك فإن أي خطط بشأن شن عملية برية بمفردنا أو مع دول أخرى مثل السعودية هي أمر غير مطروح على جدول الأعمال."