استخدمت الشرطة السودانية الهراوات وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين أغلقوا طرقا في وسط الخرطوم وضاحية شمالية في أحدث مظاهرات ضد اجراءات التقشف اليوم الخميس. وتسعى جماعات طلابية تقود مظاهرات في الخرطوم احتجاجا على خطط خفض الانفاق الحكومي الى تأجيج الغضب العام من ارتفاع الاسعار ليتحول الى حركة احتجاج أوسع تطيح بالرئيس عمر حسن البشير الذي يتولى السلطة منذ انقلاب عسكري عام 1989. ويعاني السودان من ارتفاع أسعار الغذاء وتراجع قيمة العملة منذ انفصال جنوب السودان قبل عام مستحوذا على نحو ثلاثة ارباع انتاج البلاد من النفط ذي الاهمية الحيوية لاقتصاد البلاد. لكن مظاهرات سابقة فشلت في اكتساب قوة دافعة كبيرة. وقال شهود انه في اليوم الخامس من الاحتجاجات اليوم الخميس عرقل نحو 150 طالبا من احدى كليات التجارة حركة المرور في وسط المدينة ورشقوا الشرطة بالحجارة وهم يرددون هتافات "لا. لا. لارتفاع الاسعار" و"الشعب يريد اسقاط النظام". وأضافوا ان قوات الامن فضت الاحتجاجات باستخدام الهراوات. ولم يتسن على الفور الاتصال بالشرطة للتعليق. وفي حادث منفصل في ضاحية الخرطوم بحري أحضرت نساء وفتيات مقاعد وجلسن في وسط شارع رئيسي ما أدى الى توقف حركة المرور وحملن لافتات كتب عليها "لا لا لارتفاع الاسعار" وهن يرددن نفس الشعار. وحاولت الشرطة التفاوض مع المحتجين لمغادرة المكان ثم اطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم عندما رفضوا. وقال شهود انه بعد ذلك اشتبكت قوات الشرطة التي تحمل الهراوات مع شبان من الضاحية رشقوها بالحجارة. واستخدمت الشرطة مساء أمس الاربعاء الهراوات لتفريق أعضاء حزب الامة المعارض وهم يغادرون مقرهم. ودعت احزاب المعارضة الرئيسية في السودان الى احتجاجات ضد اجراءات التقشف لكنها لم تتمكن من اقناع اعداد كبيرة بالنزول الى الشوارع. وقبل اسبوعين حث صندوق النقد الدولي السودان على اتخاذ اجراءات طارئة للتغلب على ما سماه تحديات "مرعبة". وعرض وزير المالية خطط التقشف بالتفصيل أمس الاربعاء وتشمل زيادة بعض الضرائب وتقليص الحكومة بالاضافة الى خفض دعم الوقود.