كتبت هالة مصطفى الجريدة - وقعت اشتباكات أمس ،الأربعاء، بالعاصمة السودانية ،الخرطوم. حيث اشتبكت شرطة مكافحة الشغب السودانية مع طلبة محتجين، واستخدمت الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات المعارضة للحكومة. واستمرت جامعة الخرطوم والمناطق المحيطة بها مركزا لحركة الاحتجاج، وانضمت اليها مؤخرا جامعة أهلية في أم درمان، حيث تظاهر طلاب أمامها أيضا. وردد الطلاب المتجمعين في الشوارع المحيطة بجامعة الخرطوم ،الواقعة قرب نهر النيل الازرق في وسط المدينة، شعارات "يا خرطوم انتفضي انتفضي" و"الشعب يريد تغيير النظام". وألقوا الحجارة على الشرطة وطالبوا بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير. الا أن عناصر الشرطة السودانية تمكنت من تفريقهم في النهاية. ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود عيان أن رجالا يرتدون الزي المدني ويحملون العصي والسياط، ويرتدي بعضهم الاقنعة، اغلقوا الشارع الواقع امام الحرم الرئيسي للجامعة. وقالت وكالة اسوشييتد برس ،على لسان شهود عيان أيضا، أن سيارات الشرطة قد انتشرت في تقاطعات الطرق الرئيسية المؤدية الى الخرطوم بعد اندلاع الاحتجاجات فيها. ويجدر بالذكر أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة السودانية ،والتي بدأت ليلة السبت الماضي، سببها خطط الحكومة لرفع الدعم الحكومي عن المحروقات لخفض الانفاق، الأمر الذي يؤدي لارتفاع أسعار السلع الضرورية. وشهد السودان بالفعل ارتفاعا في أسعار الغذاء، وتراجعا في قيمة العملة منذ انفصال جنوب السودان قبل عام، حيث اقتطع ذلك نحو ثلاثة أرباع انتاج البلاد من النفط الذي يلعب دورا حيويا في الاقتصاد السوداني. وكان الرئيس السوداني ،عمر البشير، قد أعلن الاثنين الماضي أن الحكومة ستلغي تدريجيا الدعم عن الوقود، وتقلص عدد موظفي القطاع العام، وتزيد الضرائب على السلع الاستهلاكية والبنوك والواردات. وذلك حتى تستطيع الحكومة سد العجز في الميزانية.