قالت صحيفة فايننشال تايمز إن روسيا تهاجم عن عمد المدنيين في شمال سوريا في محاولة لتكثيف أزمة اللاجئين، وفق ما حذر منه دبلوماسيين وسياسيين غربيين، وذلك في إشارة إلى ان اتفاق إطلاق النار الهش في البلد الذي مزقته الحرب قد ينهار حتى قبل أن يبدأ. وقال السيناتور الأمريكي جون ماكين في كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ لألأمن إن جزءا محوريا من استراتيجية روسيا هي مفاقمة أزمة اللاجئين واستخدامهم كسلاح لتقويض التحالف الغربي والمشروع الأوروبي. وقد ردد إثنين من كبار السياسيين في الدول الحليفة للولايات المتحدة، ومسؤول بإحدى أجهزة الاستخبارات الأوربية تصريحات ماكين مما يعكس الأجواء القاتمة التي يشعر بها مسؤولي الدفاع الغربيين والدبلوماسيين والقادة السياسيين في المؤتمر. وحذر واحد من السياسيين من ان موسكو تسعى لتحويل ازمة اللاجئين إلى سلاح، في حين قال المسؤول الأوروبي إن روسيا تسعى لضرب المرافق مثل المخابز والمستشفيات فى سوريا في محاولة لإجبار السكان المحليين على الاستسلام، وزيادة تدفق اللاجئين إلى تركيا ومنها عبر أوروبا. ومن المقرر ان يبدأ اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا يوم الجمعة بعد ان تم الاتفاق عليه من قبل المجموعة الدولية لدعم سوريا، والتي تضم عدد من الدول الإقليمية والعالمية التي ستؤثر في حسم الصراع السوري وذلك يوم الجمعة. وحولت العمليات الجوية الروسية، ميزان القوى لصالح نظام بشار الأسد وتركت العديد من جماعات المعارضة المعتدلة المدعومة من واشنطن قريبة من الاستسلام. وقال ماكين :" هذه هي الدبلوماسية التي تخدم العدوان العسكري، إنها تعمل لأننا سمحنا بذلك، ليس من قبيل الصدفة ان يوافق بوتين على وقف الأنشطة العسكرية في الوقت الذى تميل فيه الأمور لصالح النظام، لقد رأينا هذا الأمر سابقا في أوكرانيا". وقالت اللجنة الدولية للإنقاذ إن أكثر من 40 ألف شخص فروا من ريف محافظة حلب في الأسبوعين الماضيين وانهم تدفقوا على البلدات القريبة من الحدود التركية. واستهدفت القوات الروسية والسورية على حد سواء الأسبوع الماضي كافة المستشفيات الرئيسية في حلب وفق ما قاله الكولونيل ستيف وران، المتحدث باسم مهمة الجيش الأمريكي لمكافحة داعش والذى أضاف:" أكثر من 50 ألف سوري الآن لا يمكنهم الآن الوصول للخدمات الصحية".