يعرض جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية ، كتاب "سيناء ملتقى الأديان والحضارات " للدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار والذي يعيد تأريخ سيناء بناء على الحقائق والأدلة الأثرية الدامغة وتأكيد الجذور التاريخية العربية والإسلامية بسيناء من خلال ما تم اكتشافه بها من آثار تنطق بهذه الحقائق ، وتأكيد جذور الترابط والتسامح الديني بين المسلمين والمسيحيين منذ الفتح الإسلامي لمصر والتي تشهد بها الاكتشافات الأثرية للآثار المسيحية بسيناء وحرص المسلمين على حمايتها وتأمينها. ويتضمن الكتاب أربعة فصول تتناول الأنباط بسيناء ودورهم الحضاري، كما يلقى الضوء على حضارة الأنباط وآثارهم بسيناء المتمثلة في ميناء بحري بدهب ومنازل ومقابر بوادي فيران ومركز ديني وتجاري بقصرويت شمال سيناء ، والثاني دير سانت كاترين بسيناء ملتقى الأديان ، ويتضمن تاريخ الدير وعمارته والآثار العديدة داخله منذ القرن الرابع الميلادي وحتى عصر أسرة محمد على ، وأيقونات الدير ومكتبة الدير التي تعد ثاني مكتبة على مستوى العالم من حيث أهمية مخطوطاتها بعد مكتبة الفاتيكان والجامع الفاطمي داخل الدير ، كما يعرض الفصل الثالث طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء ، فيما يلقى الفصل الرابع الضوء على قلعة صلاح الدين بطابا التي تشرف على حدود 4 دول. كما يعرض بالمعرض الكتاب الثاني للدكتور عبد الرحيم ريحان وهو (روائع الفنون الإسلامية بطور سيناء ) بجناح الناشرين المصريين المؤسسة المصرية للتسويق والتوزيع ،والذي يلقى الضوء على مجموعة متنوعة من اللقى الأثرية المكتشفة بدير الوادي ومنطقة رأس راية ومنطقة تل الكيلاني بطور سيناء، وتمثل مرحلة تاريخية منذ القرن الأول الهجري وحتى نهاية أسرة محمد على تجسدت بها روعة الفنون والزخارف الإسلامية، ويعرض منها في هذا الكتاب 106 قطعة أثرية منها 75 قطعة تنشر لأول مرة. ويؤكد الدكتور عبدالرحيم ريحان أنه من خلال دراسة اللقى الأثرية المكتشفة بحصن رأس راية ، اتضح أن زخرفة النجمة السداسية إسلامية ولا علاقة لها بالصهيونية ، وذلك من خلال زخارف النجمة السداسية على قطع البريق المعدني الفاطمي المكتشف برأس راية والذي يعود للقرن العاشر الميلادي ، ورغم ظهور النجمة السداسية في حضارات مختلفة قبل الإسلام في الآثار المصرية القديمة والديانة الهندوسية و الزرادتشية ، لكن دلالاتها في الحضارة الإسلامية ارتبطت بمعان روحية سامية ودلالات خاصة. وأشار إلى أن الأشكال النجمية في الزخرفة الإسلامية لها رموز تؤكد العلاقة الوثيقة بين السماء والأرض ، فالنجمة السداسية ناجمة عن تداخل مثلثين المتجه رأسه لأعلى وقاعدته لأسفل يمثل الأرض والمتجه رأسه لأسفل وقاعدته لأعلى يمثل السماء ، ولم تشكل النجمة السداسية رمزاً من الرموز التوراتية إلا في الأزمنة الحديثة ولا يوجد لها ذكر في التاريخ العبري والعهد القديم والكتب اليهودية الأخرى، ولا توجد إشارة على استخدامها في زمن نبي الله داوود أو نبي الله سليمان (1010 – 935 ق.م.) وتابع أن علاقة النجمة السداسية باليهود بدأت حسب أحد الروايات منذ عام 1354م ، حيث طبعت هذه النجمة على كتبهم ومطبوعاتهم في براغ وهولندا وإيطاليا في القرن الخامس عشر الميلادي وفي رواية أخرى بدأت عام 1648م بمدينة براغ التي كانت في ذلك الوقت جزء من الإمبراطورية النمساوية وكان بها مجموعات عرقية تدافع عن المدينة ضد هجمات جيش السويد من بينهم مجموعة من اليهود ، واقترح امبراطور النمسا آنذاك فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة من هذه المجموعات راية تحملها ، وذلك للتمييز بينهم وبين فلول القوات الغازية التي تحصنت بالمدينة وبدأت بشن حرب عصابات ، فقام أحد القساوسة اليسوعيين بأخذ أول حرف من حروف (داوود) وهو حرف الدال باللاتينية وهو على شكل مثلث وكتبه مرة بصورة صحيحة وأخرى مقلوبة ومن ثم أدخل الحرفين ببعضهما البعض وبهذا حصل على الشكل النجمي الذي أطلق عليه فيما بعد" نجمة داوود" ، ثم عرض هذا القسيس رسم هذه النجمة السداسية على الإمبراطور فرديناند الثالث فوافق على أن تكون شعارا لمجموعة اليهود المدافعين عن مدينة براغ . وأضاف أن نجمة داوود انتشرت خلال القرن التاسع عشر الميلادي واستخدمت خلال الاضطهاد الألماني لليهود قبل وخلال الحرب العالمية الثانية بإجبار اليهود الألمان على تعليق النجمة السداسية الصفراء واليهود الآخرين خارج ألمانيا تعليق النجمة السداسية الزرقاء ، ثم استخدمتها الحركة الصهيونية في جرائدها ومنشوراتها منذ عام 1881.