تسعى الأممالمتحدة لتوفير 1.3 مليار دولار كمساعدات انسانية لجمهورية جنوب السودان حيث شُرد نحو 20 في المئة من السكان جراء الصراع الدامي المستعر منذ نحو عامين. ولاقى أكثر من عشرة آلاف شخص حتفهم وشُرد 2.3 مليون شخص آخرين منذ تفجر الحرب الأهلية في البلاد في ديسمبر 2013 عندما اشتبك جنود موالون للرئيس سلفا كير مع قوات تدعم نائبه السابق ريك مشار. وقال منسق الشؤون الإنسانية في جنوب السودان يوجين أووسو إن 1.3 مليار دولار ستكون "الحد الأدنى" المطلوب لدعم 1.5 مليون شخص في دولة تواجه ظروفا تهدد الحياة. أضاف أووسو "الجوع وسوء التغذية حاليا في أماكن كانت تعتبر مستقرة فيما مضى. يوضح التصنيف المرحلي الجديد للأمن الغذائي لدى منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن الصراع المستمر والانكماش الاقتصادي المرافق للأحداث في جنوب السودان خلّف نحو 3.9 مليون شخص -شخص تقريبا من كل ثلاثة- يواجهون مستويات الطوارئ وأزمة انعدام الأمن الغذائي في سبتمبر ايلول 2015 بينهم نحو 30 ألف شخص يواجهون مستوى كارثي للأمن الغذائي. وتذكر تقديرات رسمية أن هناك أكثر من 680 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء تغذية بينهم 230 ألفا يعانون من سوء حاد في التغذية." وتقول الأممالمتحدة إن ما يزيد على 600 ألف طفل أعمارهم دون الخامسة يعانون بالفعل من سوء تغذية. ويتخذ القتال في أغلبه منحى عرقيا بين قبيلة الدنكا التي ينتمي لها كير وقبيلة النوير التي ينتمي لها مشار. ولا يتم احراز تقدم سريع بشأن اتفاق السلام الموقع العام الماضي إذ يتبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق والتباطؤ إزاء الخطط الرامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية. أضاف أووسو "التحدي الذي نواجهه غير مسبوق. المجتمع الانساني يأمل باخلاص أن يجلب عام 2016 السلام الذي طال انتظاره للدولة الشابة المبشرة ويبدل اليأس والدمار الذي شهدناه في 2015 بأمل في مستقبل براق." ودمرت الحرب اقتصاد جنوب السودان مما أدى إلى تقليص إنتاج النفط الذي يمول معظم الانفاق العام.