ذبح الأطفال فى معسكرات النازحين يتم بقسوة ودم بارد في أحد معسكرات النازحين تحت حماية قوات الاممالمتحدة قرب مدينة ملكال في جنوب السودان كان الطفل بول ذو ال11 يوما فقط ينام عاريا تتغذي علي دمه بعوضة، وهو ما يعد صورة مصغرة مشابهة للدولة الوليدة التي لا تكبر بول سوي باربعة أعوام. مراسل صحيفة الجارديان البريطانية رصد في تقرير نشرته الصحيفة مشاهداته في جنوب السودان التي وصفها بانها المعاناة التي لم يشهدها في أي مكان بالعالم، ففي ملكال ثاني أكبر المدن في البلاد، التي كان يسكنها 150 ألف شخص وتعتبر معبرا للتجارة، تأرجحت خلال العامين الماضيين ما بين سيطرة القوات الحكومية والمتمردين، والآن تناقص عدد السكان كثيرا والموجودين حاليا يعيشون علي أمل احلال السلام أو كسب بعض المال من بيع القهوة والكحوليات، ولا يفعلون سوي التمسك بالحياة في معسكر قريب من المطار تحرسه قوات حفظ السلام الأممية. وخلف الأسلاك الشائكة يحتمي النازحون من الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من المواطنين وشردت 2.2 مليون شخص علي النزوح داخل أو خارج البلاد، بينما يعاني 4.6 ملايين شخص يعانون من نقص الغذاء، بعدما انهار الاقتصاد الذي كان متدهورا من الأساس. وأشارت الجارديان إلي تقرير أصدرته لجنة تحقيق تابعة للاتحاد الافريقي، ذكر وقائع مروعة عن الصراع في جنوب السودان، حيث أجبرت القوات المتصارعة السكان من قبيلة النوير التي ينتمي لها زعيم قوات المتمردين ونائب الرئيس رياك مشار علي اكل لحوم البشر وشرب دماء الموتي، كما تطرق التقرير إلي عمليات اغتصاب وقتل لمدنيين بالاضافة إلي انتشار المقابر الجماعية.. وجاء ذلك التقرير بعد أسبوع من تحذير 3 وكالات تابعة للامم المتحدة من حدوث مجاعة في جنوب السودان في ظل عدم استطاعتهم الوصول للعديد من الأماكن وتوصيل مساعداتهم الانسانية. ولم يفلح الاتفاق الذي وقعه الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق رياك مشار في أغسطس الماضي في الصمود طويلا أو انهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ اتهام كير لمشار بمحاولة الانقلاب عليه نهاية 2013، وهو ما تطور إلي اشتباكات قبلية بين اعضاء الحرس الرئاسي والمواطنين من الدينكا قبيلة كير والنوير قبيلة مشار، واشتركت فيها ميليشيات تخوض حربا بالوكالة لصالح احدي القبيلتين وتغير انتماؤها عدة مرات خلال الأشهر الماضية. وتؤكد ايتي هيجنز ممثل اليونيسيف في جنوب السودان أنها عملت من قبل في دارفور والصومال وافريقيا الوسطي وسوريا، ولكنها لم تشهد كارثة انسانية تتزايد بسرعة غير متوقعة مثلما يحدث حاليا في جنوب السودان، خاصة في معدلات سوء التغذية. إبراهيم مصطفي