أرشدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ما يجب على المسلم فعله عندما تشتد الرياح التى يرسلها الله تعالى لعباده، وذلك كما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ قَالَ سَلَمَةُ فَرَوْحُ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ من شرها»، رواه أبو داود فى سننه. قال الإمام محمد شمس الحق فى كتابه عون المعبود لشرح سنن أبى داود، أن المراد من قوله –صلى الله عليه وسلم-: « الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ قَالَ سَلَمَةُ فَرَوْحُ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ»، روح بفتح الراء بمعنى الرحمة التى تنزل على عباده تعالى، وذلك كما رود فى قوله عزوجل: « وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ». وأوضح الإمام شمس فى شرح الحديث، أن معنى قول النبى:« فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ من شرها»، أي يرسلها الله تعالى من رحمته لعباده فلا تسبوها لأنها مأمورة وسلوا الله خيرها أي خير ما أرسلت به .