قال الحبيب علي الجفري، مؤسس مؤسسة طابة للأبحاث، إنه يبحث عن شراكات لتوسيع البحث الخاص بالخطاب الديني، مشددا على أن مصر قبلة العالم الاسلامى وعمود الخيمة له. وأضاف "الجفري"، في حواره ببرنامج "ممكن"، الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان على شاشة سي بي سي، إن البحث لتجديد الخطاب الدينى كان مباشرًا، مع مراعاة الفروق التعليمية والاقتصادية بالبلدان المشاركة، موضحا أن الهوية العربية طغت على نتائج استبيان التجديد الدينى بينما 49% في مصر كانت "أنا مسلم" تلاها مصري. وتابع أن الشباب يشعرون بالتحديات أمام الهوية العربية وتجبرهم على التمسك بها، وأن نتائج استبيان التجديد الدينى "ببداية تعرفك بالأخر تعرف أنك مسلم؟، كانت النسبة 98% بالامارات،وفي السعودية 82 ، ومصر 95 والبحرين 52%. واستكمل أن :" هل بدائرة معارفك أحد بديانة أخرى؟ كانت الامارات والكويت الأعلى، يليها مصر والمغرب، والسعودية الاقل، وأهم الانتقادات لخطاب التجديد الدينى أنه "لاعمق، ولا عقلانية، ويفتقد العلمية، و76% من الشباب العربي يرى حجب المحتوى الثقافى إذا تعارض بالقيم والاخلاق". وأستطرد :"هل تؤيد تدخل الدولة لضبط الخطاب الدينى، فكافة البلدان المشاركة أكدت وتفاوتت النسب، ومصر و الامارات الأكثر موافقة بتدخل الدولة فى ضبط الخطاب الدينى، والمغرب 34% لصلاحية التدخل الكامل، ممن تستوعب مفاهيم الدين ففى مصر خطبة الجمعة 44% المحاضرات 25% البرامج، 11% التواصل الاجتماعى، ونسبة تقبل داعش في الدول مقلقة، خاصة في فلسطين والأردن ومصر، وهي الأقل في الإمارات". وطالب الجفري بوضع البحث على طاولات رؤساء المنطقة العربية لخطورته، وأمام شيخ الأزهر، وإفتاء الدول، متمنيا أن يكون لدى أصحاب القرار جدية لإتخاذ خطوات أمام هذا التقرير، وعمل ورش عمل مع الشباب لمناقشتهم في هذا. وأردف أن :"المنطقة العربية لم تعد تتحمل العبث بالدين، وإبراز نماذج للمهاترات خطأ جسيم، الاعلام المسئول الأول عن إبراز عناصر تتحدث فى الدين بلا علم، ونماذج مشوهة بلا مادة، وبعض الاعلاميين يبحثون عن الإثارة ومشاهد مثل قرية تشهد حرائق بفعل الجن تريد إثارة الارتباك، ونحن نؤمن بوجود الجن والأصل أن الجن يخاف من الانس وإثارة مشهد حريق قرية لا علاقة له بالجن ويفتقد العقلانية". ورأى أن :" هناك 250 ألف معهد شرعى فى أندونيسيا، والهند بها أكثر من 60 كلية شرعية يخدمون الاسلام". ولفت إلى أن :"لا أرى منهج علميا في حديث يوسف زيدان عن المسجد الأقصى، ويؤسفني أنه قال هذا، ولم أجد علما في ما قال بل أجتز بعض النقاط، وأتى شيئا يناقض القرآن، ولا يجوز التدليس في هذا، وما قيل تدليس لأنه ليس علميا أو واقعيا، ولو كان لديه رؤية سياسية ما مع اليهود إسرائيل فهذا رأيه ولكن لا يجوز أن يلبس هذا الرأي للإسلام نفسه، لأني لا أرى لليهود شيئا في المسجد الأقصى". وصرح بأن :"أدعو يوسف زيدان بجلسة ونقرأ ما قاله وما كتبه ونتناقش أمام الناس، وكتبت مقالا يثبت أن حديثه خاطئ فيما يخص بيت المقدس، وان اسمه بيت المقدس موجود من قبل اليهود، وذكرت أن ألواح تل العمارنة موجود بها نصوص بها بيت المقدس قبل اليهود، وهو من حقه التحليل والحديث وتشريح كتب التاريخ، وهو يطرح وأنا أطرح وجهة نظري، وأريده أن يتفضل علي ونجلس ونتحدث في ما يقول". وحول قضية الإعلامي إسلام بحيري، قال إن :"القضية مشتبكة للغاية، فالأزهر لم يخطيء قانونيا وتقدم ببلاغ ضده بسبب التجاوزات التي قام بها بحيري، خاصة وأن الأخير سب وشتم، وانا لست مع مقاضاة إسلام بحيري، رغم أني ضد أكثر ما طرحه فكرا وإسلوبا، ومادمت أثق في أن لدي منهجا وأدلة وأستطيع الرد على الأخطاء التي قالها فما الذي يجعلني أقاضيه ؟! وأكد الجفري أن :"وجب إعادة تقييم المناهج الدينية، لأن بعض المسائل تحتاج إلى هذا، وينبغي أن يكون للأزهر دورا أكبر بكثير من الحالي، وأقر أن التركة كبيرة، ولو تم تخريج 500 عالم أزهري حقيقي كل عام سيكون أفضل من 10 آلاف، والأمر يحتاج إلى انتقال سلس، والأزهر يحتاج إلى وضع يدنا في يده للتغيير والتجديد ونخفف نبرة التعالي قليلا". ووجه حديثه إلى الإعلاميين والمثقفين :"تعالوا بنا نجلس في حلقة نقاش لمدة 3 أيام ونتناقش بأريحية ومواجهة للوصول إلى شيء مفيد وليس قضية منتصر ومهزوم". وشدد على أنه لا أحد يضمن خاتمته، لذا فلا يجب أن يدخل إنسان في شؤون الله، ولا يحدد علاقة الإنسان بالخالق، لأن هذا تعالي على الله، مضيفا أن الإنسانية وعاء التدين، ولو شرخ الوعاء تلطخ التدين بها.