أكد الدكتور سعد الدين كامل، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، أن حب الوطن من الإيمان، مشيرًا إلى أن المصطفى صلى الله عليه وسلم دلل على ذلك حين خرج من مكة قائلا: "إنك أحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت". وأوضح عميد الدراسات الإسلامية خلال ندوة ثقافية نظمتها كلية الصيدلة بنات جامعة الأزهر بالقاهرة، تحت عنوان "قيم إسلامية في الانتماء للوطن ومعاملة الغير" برعاية الدكتورة سوسن عبد المنعم، عميدة الكلية، والدكتورة مها عبد الحميد، وكيل الكلية، وأعدتها الدكتورة زينب القصبي زلط، المدرس بالكلية أن القرآن الكريم أكد على أن رسول الله صلى الله علية وسلم قدوتنا جميعا في كل حركاته وسكناته. كما أوضح كامل أن لمصر مكانة عظيمة تحتم علينا جميعا الحفاظ عليها مشيرًا أن الدليل على ذلك ذكرها في القران الكريم صريحا في أكثر من موقع منها قولة تعالى " اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ." ، وقوله وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ وقال تعالى "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) ". وأضاف بأن مصر هي أرض الأنبياء فعلى أرضها ولد موسى وهارون وعلى أرضها عاش سيدنا إبراهيم وتزوج منها ودخلها سيدنا يوسف علية السلام وعاش فيها ودخلها سيدنا يعقوب وأولاده الأحد عشر وإلى مصر كانت رحلة العائلة المقدسة سيدنا عيسى وأمه مريم. أما في السنة النبوية فيروى عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فان لهم ذمة ورحما وقيل ذمة وصهرا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفسر الحديث أن الرحم هي أمنا هاجر زوجة أبى الأنبياء إبراهيم علية السلام وأم أبينا إسماعيل أما الصهر فهي السيدة مارية القبطية التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنجبت له إبراهيم، كما فسر عميد الدراسات أن قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث أحسنوا إلى أهلها هنا إنما هو للوجوب أي أن الإحسان إلى مصر وأهلها واجب شرعى إمتثالا لأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم. وأعلن أن الحفاظ على جيش مصر يدخل في نطاق الإحسان إليها مصداقًا لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض قيل لما يا رسول الله قال لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة، أو قال أبو بكر الصديق لما يا رسول الله قيل هم أزواجهم وأبنائهم في رباط إلى يوم القيامة. كما أضاف أن من كمال الانتماء والحب للوطن مصر الاقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أحب مكة والمدينة وأحب أهلهما وأحب مصر وأهلها وأوصى بها خير منذ أكثر من ألف عام، لافتا إلى أن حب الوطن واجب شرعي ودين مستحق في أعناقنا يجب بذله وتأديته على أكمل وجه، مشيرًا إلى أن هذا الحب والبذل لا يجب أن يقف عند المشاعر وفقط بل يجب أن يترجم إلى واقع عملي يعود بالنفع والصلاح على مصرنا الغالية من خلال العمل والجد والاجتهاد والحفاظ على الممتلكات العامة قبل الخاصة وثرواتها وخيراتها والتشبث، بكل ما يؤدي إلى وحدتها وقوتها مع نبذ أسباب الفرقة والخلاف والعمل على التكاتف بين أفرادها والتصدي لكل من يحاول النيل أو الاعتداء عليها.