تختتم اليوم، الجمعة، بشرم الشيخ، فعاليات ورشة العمل الإقليمية حول "سياسات الحد من عمل الأطفال"، والتى تنظمها منظمة العمل العربية، بالتعاون مع المجلس العربى للطفولة والتنمية، بحضور 10 دول عربية يمثلون الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال، بوضع رؤية للحد من هذه الظاهرة. وطالب فايز المطيرى، المدير العام للمنظمة العمل العربية، بالاهتمام بالإعداد الجيد للأطفال فى السن المبكرة ليكونوا رجال المستقبل، وذلك عن طريق الاهتمام بالتعليم الجيد، مشددا على التمسك بأصل المبدأ الأخلاقى الذى يقضى بعدم تشغيل الأطفال قبل إنهاء مراحل التعليم الأساسى وبلوغهم سن الرشد. من جانبه، أرجع المستشار حمدى أحمد، مدير إدارة الحماية الاجتماعية بالمنظمة، تشغيل الأبناء في سن مبكرة إلى تدنى مستوى المعيشة لبعض الأسر، والتى تجعلها غير قادرة على توفير احتياجاتها الأساسية وتدفعها إلى ذلك باعتباره العمل البديل الوحيد للتسول أو الجريمة والانحراف. وقال أحمد إن الإلغاء الكامل لعمل الأطفال الذى هو هدف طموح قد يبدو غير واقعى وصعب المنال فى ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مؤكدا أنه وحتى تحقيق ذلك، فإن المنطق يستوجب وضع حد لمختلف أشكال ومظاهر الاستغلال الشائع، والذى يتمثل فى تشغيل الأطفال فى أعمال شاقة كبديل رخيص عن القوى العاملة من الكبار. من جانبه، أكد الدكتور حسن البيلاوى، الأمين العام للمجلس العربى للطفولة والتنمية، ضرورة إيجاد بيئة عربية داعمة لحقوق الطفل فى الحماية والمشاركة والدمج فى إطار الأسرة والمجتمع وتبنى رؤية تستند إلى الأخذ بنموذج جديد فى التنشئة الاجتماعية للأطفال العرب. وقال البيلاوى إن عدد الأطفال العاملين فى العالم بنحو 250 مليون طفل فى الفئة العمرية من 5 إلى 14 سنة، وترجع هذه المشكلة لأسباب عديدة، منها اقتصادية من فقر وبطالة وتعليمية من تسرب وأمية وقانونية لعدم تطبيق وسن القوانين التى تحمى تلك الفئة واجتماعية ترتبط بثقافة المجتمع، مشيرا إلى أن الدول النامية لها النصيب الأكبر فى هذه الأزمة، وأن نصيب الدول العربية من عمالة الأطفال يبلع 10 ملايين. يشارك في الندوة من الدول العربية مصر والأردن وتونس والجزائر وجيبوتى والسودان ولبنان وفلسطين والبحرين والمكتب التنفيذى لوزراء العمل والشئون الاجتماعية، وبحضور مايسة عطوة، سكرتير المرأة والطفولة باتحاد العمال وعضو مجلس النواب، والذى قدم لها المشاركون بالندوة التهنئة لفوزها بمقعد مجلس النواب في مصر، وسناء زايد، سفيرة النوايا الحسنة لاتحاد العاملين بالمصارف العربية، وهناء عبد الحليم، مدير عام إدارة التفتيش على عمل الأطفال بوزارة القوى العاملة. كما يحضر الندوة خبراء مصريون وعرب، منهم الدكتورة حياة عسيران، خبيرة فى مجال عمل الأطفال بلبنان، ورانيا فاروق، رئيس وحدة المرأة والفئات الخاصة بمنظمة العمل العربية، وإيمان بهى الدين، مدير إدارة الإعلام بالجلس العربى للطفولة، والدكتور محمود بسطامى، رئيس قسم الجريمة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر. إلى جانب الدكتور سلام الخليلى، الخبير فى مجال الأطفال بفلسطين، والدكتور عادل عبد الغفار، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وعميد كلية الإعلام جامعة بنى سويف، والدكتور عثمان الحسن، مستشار برنامج الأطفال والشباب فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلا عن عروض قطرية وتجارب عربية فى قضية الحد من عمل الأطفال.