ذكر موقع "ديبكا" الإسرائيلي ذو الطابع الأمني أنه منذ أن أعلنت موسكو الخميس الماضي الموافق 26 نوفمبر أنها سوف تقوم بنصب بطاريات صواريخ مضادة للطائرات من طراز ( S-400 ) في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، أوقف سلاح الجو الأمريكي طلعاته الجوية تماما في سوريا، وامتنع عن قصف أهداف تنظيم داعش في سوريا، في الوقت الذي يواصل فيه هجماته على مواقع التنظيم في العراق. وأوضح الموقع الإسرائيلي أن هذا التطور يعني انضمام سلاح الجو الأمريكي إلى نظيره التركي الذي أوقف هو الآخر طلعاته الجوية فوق المناطق الحدودية بين سورياوتركيا. وتابع الموقع أن كلا من واشنطن وأنقرة تفضلان عدم المخاطرة بطائراتهما والتعرض لصواريخ منظومة الدفاع الجوي (S-400) الأكثر تقدماً على مستوى العالم، طالما استمر التوتر العسكري بين روسياوتركيا عقب إسقاط الأخيرة مقاتلة روسية يوم الأربعاء 25 نوفمبر. وأكد الموقع أنه ليس لدى القوات الجوية الأمريكية ولا القوات الجوية لدول حلف الناتو ولا لسلاح الجو الإسرائيلي أي معلومات حول سبل التصدي للصواريخ الروسية المضادة للطائرات. وأوضح الموقع أن روسيا تمكنت على هذا النحو من جعل الأجواء السورية منطقة حظر طيران. ورغم هذا فقد نفى الناطق بلسان الجيش الأمريكي يوم 27 نوفمبر أنه لاصلة بين وقف الطلعات الأمريكية في سوريا وبين نشر منظومة (S-400) في سوريا، مشيراً إلى الطلعات الجوية الأمريكية في سوريا غير منتظمة أو مرتبة وإنما تسير وفقاً لما تمليه المعركة. وأكد الموقع أن الصواريخ الروسية المضادة للطائرات ليست هي وحدها ما يمنع الطلعات الجوية في الأجواء السورية، وإنما أيضا قيام موسكو بنشر وحدات حرب إلكترونية على الطائرات وعلى الأرض في سوريا بعد إسقاط الطائرة الروسية في سوريا وسوف تقوم هذه الوحدات بالعمل ضد الطائرات والقوات التركية. ورداً على هذا قامت تركيا بنصب أنظمة حرب إلكترونية على طول حدودها الجنوبية مع سوريا من طراز "كورال". وبعبارة أخرى، فإن المجالات الجوية لسوريا وجنوب تركيا تحولت إلى مناطق حرب إلكترونية، حيث يواصل كل طرف إغلاق التردادات الخاصة بالطائرات والصواريخ للطرف الآخر لشلها عن العمل، علماً بأن معدات الاعتراض الإلكترونية الروسية هي صاحبة الأفضلية في هذا السياق. وتابع الموقع أنه في مثل هذه الحالة فإن طلعات سلاح الجو الإسرائيلي على سوريا محدودة بسبب الظروف الموضوعية للساحة، والصواريخ الروسية المضادة للطائرات التي تغطي كامل أراضي إسرائيل من سوريا وحتى القدس، يجب أن نسأل لماذا في الوقت الذي يجب فيه التزام الصمت يجب على القيادة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، أن تدخل في دوامة العاصفة والتوتر الدولي والعسكري بين كل من الولاياتالمتحدةوتركياوروسيا.