* بيروت ترفض طلب موسكو تحويل مسار رحلات جوية بسبب مناورات عسكرية * المتحدث باسم الكرملين: موسكو لا تخطط لشن أي عملية برية في سوريا * بريطانيا تلاحق مقاتلات روسية فوق الأطلنطى لإبعادها عن الأراضى الإنجليزية * الجيش الروسى ينقش "من أجل باريس وطائرة سيناء" على الصواريخ الموجهة لداعش واجه الدب الروسى اليوم مجموعة من المطبات الهوائية فى حربه التى يشنها على الإرهاب فى سوريا حيث رفض لبنان اليوم طلبا روسيا بتعديل مسار الطائرات فى المجال الجوى اللبنانى لإفساح المجال لإجراء مناورات عسكرية فى البحر المتوسط، كما استدعت أنقرة السفير الروسى لدى موسكو لإبلاغه باعتراض السلطات التركية على قصف قرى التركمان فى سوريا بالقرب من الحدود التركية فى الوقت الذى اعترضت فيه طائرات حربية بريطانية مقاتلات روسية من طراز تو 160 فوق المحيط الأطلنطى خارج الحدود الاقليمية للمجال الجوى البريطانى ولكن فى منطقة تعتبرها بريطانيا مناطق نفوذ حيوى لها. فى البداية رفضت السلطات اللبنانية اليوم الجمعة طلبا من موسكو بتحويل مسار رحلات جوية مدنية في بعض مناطق البلاد كي يتسنى لروسيا إجراء مناورات بحرية في البحر المتوسط. وقال الوزير اللبناني للأشغال العامة والنقل غازي زعيتر إن السلطات الروسية طلبت من مديرية الطيران المدني في لبنان تحويل مسار طائرات في منطقة محددة فوق المياه الدولية حيث تخطط موسكو للقيام بتدريبات بحرية. وأضاف أن تحويل وجهة الرحلات كان سيستمر ثلاثة أيام لكن لبنان رفض ذلك لأنه يتعارض مع مصالحه. وقالت سلطات مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إنها تلقت برقية من البحرية الروسية تفيد بأنها بصدد إجراء تمارين ومناورات بحرية لمدة 3 أيام في المتوسط. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن البحرية الروسية بصدد إجراء تمارين ومناورات بحرية لمدة ثلاثة أيام، ابتداء من منتصف ليلة الجمعة. وأضافت الوكالة اللبنانية أن المناورات من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على المجال الجوي اللبناني وعلى حركة الطيران من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت وفي الأجواء اللبنانية ما سيؤدي إلى إعاقة الحركة الجوية بشكل شبه كامل. وأشارت الوكالة إلى أن لبنان يتفاوض مع السلطات القبرصية المختصة لتأمين خط جوي مؤقت، علما أنه إذا وافقت السلطات القبرصية على هذا الأمر، فإن معظم شركات الطيران ستوقف رحلاتها الجوية من وإلى لبنان بسبب بعد المسافة ولأسباب لوجستية أخرى تتعلق بحركة الطيران. وفى سياق آخر أعلنت المملكة المتحدة أن مرور مقاتلتين روسيتين قرب مجال أجواء بريطانيا في المحيط الأطلسي اضطر لندن إلى إرسال مقاتلات "تايفون" لمرافقة الطائرتين عبر الأجواء الدولية. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في وزارة الدفاع البريطانية لم تسمه، أن لندن رصدت المقاتلتين الروسيتين من طراز "تو-160" في هذا المجال مساء الخميس الماضي، فأرسلت مقاتلات "تايفون" المرابطة في قاعدة لوسيموث الجوية. وأشار المصدر إلى أن الطائرات البريطانية استمرت في مرافقة المقاتلتين الروسيتين حتى مغادرتهما المجال الذي تعتبره المملكة المتحدة "منطقة الاهتمام" لها. " المطب الثالث تمثل فى استدعاء تركيا سفير روسيا في أنقرة أندري كارلوف بعد ضربات للطيران الروسي قرب حدودها مع سوريا ووجهت إليه تحذيرا من "العواقب الوخيمة" للعملية، كما أعلنت وزارة الخارجية التركية الجمعة. ونددت تركيا بعمليات القصف الروسية التي "تستهدف قرى ومدنيين تركمانيين" (أقلية ناطقة بالتركية في سوريا) وطلبت "الوقف الفوري لهذه العملية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مأمام للصحفيين "أن 4 قرويين تركمانيين أصيبوا بجروح" جراء الضربات الروسية مشددا على "حساسية" أنقرة في موضوع هذه الإتنية التي تعيش في قرى واقعة على الحدود التركية السورية. ونددت تركيا مرات عدة بالتدخل العسكري الروسي في سوريا الذي بدأ في أواخر سبتمبر، وقد سبق وتم استدعاء السفير الروسي إثر توغل طائرات روسية في المجال الجوي التركي. وتتباين مواقف روسياوتركيا بشأن سوريا منذ بدء النزاع في 2011. فأنقرة تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد الذي يحظى، مقابل ذلك بدعم موسكو. من ناحية اخرى نشرت وزارة الدفاع الروسية اليوم فيديو لطيارين روس وهم يكتبون رسائل على صواريخ في قاعدة حميميم العسكرية انتقاما لضحايا كارثة سيناء وهجمات باريس. من جانبه أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع أجراه بوتين الجمعة مع قادة وزارة الدفاع الروسية عبر جسر تليفزيوني في مقر إقامته بضواحي موسكو على ننائج الغارات الجوية الروسية ضد الإرهابيين في سوريا، لكنه أشار إلى أنها غير كافية لتطهير هذا البلد منهم ودرء خطر الهجمات الإرهابية عن روسيا. وفي تقرير سلمه لرئيس الدولة قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن القوات المسلحة الروسية تواصل عمليتها للقضاء على قادة المنظمات الإرهابية وأعوانهم وتشويش أنظمة الإدارة والإمداد التابعة لهذه المنظمات، إضافة إلى تدمير منشآت البنية التحتية العسكرية والنفطية لتنظيم داعش. وأضاف شويغو أن الطائرات الروسية تنفذ 143 طلعة يوميا، أما المجموعة البحرية الروسية في المنطقة فتبلغ 10 سفن، منها ست في البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن أداء الطيران الحربي الروسي يضمن تغطية عمليات الجيش السوري في محافظات حلب وإدلب وفي الجبال المحيطة باللاذقية وفي منطقة تدمر. وأفاد وزير الدفاع الروسي بأنه خلال الأيام الأربعة الماضية شملت العملية الجوية الروسية توجيه ضربات باستخدام الصواريخ المجنحة من مياه بحر قزوين والبحر الأبيض المتوسط، وقطعت هذه الصواريخ مسافة تبلغ 1500 كلم، أما إقلاع الطائرات الحربية فاستخدمت لذلك مطارات تقع في أراضي كل من روسياوسوريا. وتابع الوزير قائلا إن 29 طائرة من الطيران الاستراتيجي والقاذفات أقلعت من جهة بحر قزوين لقصف أهدافها في سوريا. وأضاف شويغو أن المسافة التي قطعتها طائرات "تو - 160" الاستراتيجية لدى تحليقها من منطقة البحر المتوسط تجاوزت 13 ألف كلم. وذكر وزير الدفاع الروسي أن سفن أسطول بحر قزوين أطلقت الجمعة 20 نوفمبر 18 صاروخا مجنحا على مواقع الإرهابيين في سوريا، أصابت 7 منها أهدافا في محافظات الرقة وإدلب وحلب. وقال شويغو إن عدد الطائرات الروسية المشاركة في العمليات في سوريا تضاعفت وصولا إلى 69 طائرة. من جانبه دعا بوتين العسكريين المشاركين في عمليات القوات الجوية الروسية في سوريا إلى عدم خفض وتيرتها ولا مستواها المهني العالي". وشدد بوتين على أن نتائج هذا العمل "لا تزال غير كافية لتطهير سوريا من المسلحين والإرهابيين وحماية روسيا من هجمات إرهابية محتملة". وتابع قائلا: "أمامنا عمل كبير، وأنا آمل أن تكون المراحل اللاحقة (في تنفيذ المهمات) على المستوى نفسه من الجودة والمهنية وتؤتي ثمارها". وكلف بوتين رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية برفع تقارير منتظمة إليه حول أداء المهمات المتعلقة بالعملية في سوريا. من جانبه أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو لا تخطط لشن أي عملية برية في سوريا. وفي مؤتمر صحفي قال بيسكوف ردا على سؤال عن احتمال شن مثل هذه العملية في المراحل اللاحقة: "إن الحديث لا يدور كما لم يدر سابقا عن شن عملية برية". وقد نفذت الطائرات الروسية حتى الآن أكثر من ألفي طلعة قتالية، أسفرت عن القضاء على مئات من المسلحين وحوالي 3 آلاف موقع تابع لهم. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد سابقا أن موعد انتهاء العملية الروسية في سوريا ستحدده وتيرة هجوم الجيش السوري، كما انه استبعد إمكانية استخدام القوات المسلحة الروسية في عمليات برية في سوريا.