* روسيا تصرح باستخدام المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة في قضية الطائرة المنكوبة * المادة تحفظ حق الدول الطبيعي فرادى وجماعات في الدفاع عن النفس * خبراء.. بمقتضى المادة 51: * الشاذلي: تدخل عسكري روسي في "ليبيا" * سفيرنا السابق ب"موسكو": تعاون مصري روسي مرتقب لدخول ليبيا "عسكريا" * هشام الحلبي: "لافروف" أكد التعاون الروسي المصري بتصريحاته حول المادة 51 * خبير شأن روسي: موسكو ستستعمل المادة 51 لتوسيع نشاطها العسكري بسوريا يبدو أن الطائرة الروسية المنكوبة، هي في حد ذاتها طوق نجاة لليبيا من ميليشيات الإرهاب التي باتت تسري فيها سريان الدم في الشرايين، فقد أعلن وزير الخارجية الروسي صباح اليوم قرار بلاده الاعتماد على المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة لتعقب عناصر الإرهاب بعد حادث الطائرة المنكوبة، راح عدد من الخبراء يشيرون نحو ليبيا، لتكون هي الوجهة التي تستأنف فيها روسيا عمليات عسكرية بمقتضى المادة المذكورة بالتعاون مع مصر لتطهير المنطقة من الإرهاب، وهو ما يتوافق إلى حد كبير مع ما انفرد به "صدى البلد" منذ أيام بخصوص تكوين تحالف ثلاثي يضم مصر وروسيا وفرنسا لإخماد الإرهاب في الشرق الأوسط... السطور التالية ترصد التفاصيل: * "لافروف" يهدد ب"المادة 51" صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل اليوم الاربعاء في موسكو بأن حادث الطائرة الروسية فوق سيناء ومقتل ركابها وأفراد طاقمها يعد اعتداء على روسيا ،لافتا إلى أن موسكو ستستخدم جميع الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسها. وتابع لافروف قائلا "إن نشاطنا سوف يعتمد على المادة 51 لميثاق الاممالمتحدة والتي تقضي بحق اي دولة فى الدفاع الذاتي او الجماعي في حال الهجوم الارهابي عليها". وتنص المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة على أنه «ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء (الأممالمتحدة) وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس- بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق- من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه. * تدخل عسكري في ليبيا وعن الكيفية التي ستستخدم بها روسيا المادة 51 من الميثاق لخدمة حادثة الطائرة المنكوبة، أكد الدبلوماسي رؤوف سعد، سفير مصر الأسبق بموسكو، إن خطوة التدخل الروسي العسكري في ليبيا باتت قاب قوسين أو أدنى عقب سقوط الطائرة الروسية، خاصة بعد ان اعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نية بلاده اللجوء إلى المادة 51 بميثاق الأممالمتحدة لتعقب المتورطين. وقال "سعد" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" إن أي تدخل عسكري روسي في ليبيا سيكون بتنسيق وتعاون مع الجانب المصري، لافتا إلى أن ليبيا أحد أكبر بؤر الإرهاب في المنطقة، ولا تقل في الخطورة عن سوريا التي بدأت روسيا ضرباتها بها فعلا. واتفق معه السفير، فتحي الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الاسبق، فقال إن حديث روسيا عن استخدام المادة 51 من ميثاق الاممالمتحدة، يأتي في إطار بدء عملية ملاحقة لعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، وهو يعد توسعا روسيا في عمليات المكافحة التي بدأت من سوريا. وأضاف"الشاذلي" في تصريح ل"صدى البلد" أن ما يؤكد حديث روسيا عن المادة موجه لضرب تنظيم"داعش" بليبيا، هو عدم وجود دولة في ليبيا، فالمادة نفسها تمنع تدخل دولة عسكريا في حدود دولة أخرى، الا بموافقتها وهو ما حدث بسوريا بعد طلب التدخل الروسي، بينما ليبيا تفتقد ذلك. * "التقرير النهائي" أولا وفي السياق ذاته قال اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن تصريحات وزير الخارجية الروسي حول استخدام المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة بعد حادث الطائرة الروسية تبدو "غاضبة" إلا أنها مبررة ومنضبطة مثل كل تصريحات الجانب الروسي، وتؤكد في الوقت ذاته على مبدأ التعاون مع حليفتها "مصر". وأوضح "الحلبي" في تصريح خاص ل"صدى البلد" إن روسيا عندما تدخلت في سوريا عسكريا، كان بطلب من الرئيس السوري، وبتنسيق وتعاون مع الجيش السوري، وعندما استخدمت مصر المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة للثأر من عناصر الإرهاب في ليبيا التي ذبحت 21 مصريا، كان ذلك لأن ليبيا دولة فاشلة لم تستطع السيطرة على حدودها، فكان التدخل، وهو ما يؤكد أن روسيا ستستخدم هذا الحق فقط مع الدول التي لا تتعاون معها. وتابع: هذا يؤكد إن رسالة روسيا عبر وزير خارجيتها واضحة للغاية وهي أنها لن تقف عند حدود روسيا في تعقب العناصر الإرهابية، ومن منطلق التعاون المستمر بينها وبين مصر ستكون المواجهة مع عناصر الإرهاب، وسيتم اللجوء للمادة في تعقب العناصر في أي دولة أخرى لا تبدي سلطاتها تعاونا، مؤكدا أن وزير الخارجية الروسي لم يذكر أسماء لدول بعينها، واكتفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا للإشارة إلى أن عددا من دول "العشرين" تدعم الإرهاب، إلا أنه لم يسم دولا بعينها. وأشار "حلبي" إلى أنه حتى الآن لم يتم إعلان التقرير النهائي للجنة التحقيق المشكلة في مصر، وهي اللجنة الوحيدة الرسمية التي من حقها إصدار التقرير النهائي عن الحادث، مؤكدا أن رئيس اللجنة أشار الى أن ما انتهى إليه الجانب الروسي مأخوذ في عين الاعتبار، وان كل السيناريوهات مطروحة بما فيها احتمال تفجير الطائرة بقنبلة، وهو ما يعني أن التحقيقات تسير باتجاه يبشر بإعلان الحقيقة كما هي، وبعد خروج التقرير النهائي يبدأ التعاون بين الجانبين لتعقب المجرمين. * توسيع العمليات في سوريا وكان للدكتور محمد فراج أبو النور، الكاتب والمحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، رأي آخر، فقال إن حديث روسيا عن استخدام المادة 51 من ميثاق الاممالمتحدة، جاء كغطاء لتوسع نشاطها العسكري في سوريا واسباغ الشرعية على استخدام طائرات وأسلحة لديها قدرة كبيرة على توجيه الضربات لتنظيم"داعش" بسوريا، حتى يكون ذلك مشمولا بشرعية الدفاع عن النفس. وأضاف"أبو النور" في تصريح ل"صدى البلد" أن الحديث عن استخدام المادة ضد مصر غير وارد، بدليل حديث الرئيسين المصري والروسي اليوم عن تواصل العلاقات في بعض الشئون، بالاضافة إلى وجود خبراء روس بمحطة الضبعة. وأوضح أن احتمالية توجيه روسيا لضربات ضد "داعش" ببلدان أخرى مستبعد لأن الاقتصاد الروسي لا يحتمل شن حرب على جبهات اخري، خاصة وأنه يعاني أزمات في الوقت الراهن، كما انه مستبعد أن يتم توجيه للتنظيم في ليبيا، الا بعد موافقة السلطة الليبية المعترف بها دوليا.