قال اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن تصريحات وزير الخارجية الروسي حول استخدام المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة بعد حادث الطائرة الروسية تبدو "غاضبة" إلا أنها مبررة و منضبطة مثل كل تصريحات الجانب الروسي، و تؤكد في الوقت ذاته على مبدأ التعاون مع حليفتها "مصر". وأوضح "الحلبي" في تصريح خاص ل"صدى البلد" إن روسيا عندما تدخلت في سوريا عسكريا، كان بطلب من الرئيس السوري، و بتنسيق و تعاون مع الجيش السوري، و عندما استخدمت مصر المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة للثأر من عناصر الإرهاب في اليبيا التي ذبحت 21 مصريا، كان ذلك لأن ليبيا دولة فاشلة لم تستطع السيطرة على حدودها، فكان التدخل، و هو ما يؤكد أن روسيا ستستخدم هذا الحق فقط مع الدول التي لا تتعاون معها. وتابع: هذا يؤكد إن رسالة روسيا عبر وزير خارجيتها واضحة للغاية وهي أنها لن تقف عند حدود روسيا في تعقب العناصر الإرهابية، ومن منطلق التعاون المستمر بينها و بين مصر ستكون المواجهة مع عناصر الإرهاب، وسيتم اللجوء للمادة في تعقب العناصر في أي دولة أخرى لا تبدي سلطاتها تعاونا، مؤكدا أن وزير الخارجية الروسي لم يذكر أسماء لدول بعينها، واكتفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مؤخرا للإشارة إلى أن عددا من دول "العشرين" تدعم الإرهاب، إلا أنه لم يسم دولا بعينها. وأشار "حلبي" إلى أنه حتى الآن لم يتم إعلان التقرير النهائي للجنة التحقيق المشكلة في مصر، و هي اللجنة الوحيدة الرسمية التي من حقها إصدار التقرير النهائي عن الحادث، مؤكدا أن رئيس اللجنة أشار أن ما انتهى إليه الجانب الروسي مأخوذ في عين الاعتبار، و ان كل السيناريوهات مطروحة بما فيها احتمال تفجير الطائرة بقنبلة، وهو ما يعني أن التحقيقات تسير باتجاه يبشر بإعلان الحقيقة كما هي، و بعد خروج التقرير النهائي يبدأ التعاون بين الجانبين لتعقب المجرمين. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف صرح، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل اليوم، الاربعاء، في موسكو بأن حادث الطائرة الروسية فوق سيناء ومقتل ركابها وأفراد طاقمها يعد اعتداء على روسيا ،لافتا إلى أن موسكو ستستخدم جميع الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسها. تابع لافروف قائلا "إن نشاطنا سوف يعتمد على المادة 51 لميثاق الاممالمتحدة والتي تقضي بحق اي دولة فى الدفاع الذاتي او الجماعي في حال الهجوم الارهابي عليها". وتنص المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة على أنه «ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء (الأممالمتحدة) وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس- بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق- من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه