قالت وكالة بلومبرج للأخار الاقتصادية، إن الاقتصاد الروسى يبدو انه ينتعش، مضيفة أن بيانات الربع الثالث من العام الجارى والتى صدرت اليوم الخميس، تشير إلى ان روسيا استطاعت التكيف بشكل طبيعى مع الأسعار الحالية للنفط. وأضافت الوكالة فى تقرير منشور باللغة الانجليزية على موقعها ان أى استقرار يعد شيئا قيما، لافتة إلى انه على الرغم من ذلك فإن أسعار النفط تحتاج إلى الارتفاع قليلا لمنع أى تراجع آخر للاقتصاد الروسى. وذكرت أن الناتج المحلى الإجمالى لروسيا انكمش 4.1 % فى الفترة من يوليو وحتى سبتمبر الماضى، ليخالف توقعات المحللين الذين توقعوا انكماشه بواقع 4.3 %، وفى الوقت ذاته متحسنا عن الانكماش بواقع 4.6 % و الذى تم تسجيله فى الربع السابق من نفس العام. وقالت بلومبرج إن نسبة انخفاض الناتج المحلى الإجمالى تبدو جيدة، خاصة انها جاءت تزامنا مع ارتفاع بنسبة 0.1 % فى الانتاج الصناعى بعد انخفاض استمر لربعين متتاليين، مضيفة انه إذا استمر هذا الاتجاه على مدى الربعين القادمين، فإن روسيا قد تعود للنمو الإيجابى فى الربع الثانى من 2016 ، كما سيعلن بوتين ومساعدوه أن البلاد فى طريقها للخروج من دائرة المتاعب رغم الحروب المستمرة منذ منتصف 2014، والعقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليها. وأضافت بلومبرج فى تقريرها إن البيانات الأخيرة رغم كل هذا مضللة نوعا ما، فالتحسن الضئيل فى الاقتصاد كان مدفوعا بالزيادة فى إنتاج الطاقة. وأضافت بلومبرج أن الانخفاض المسجل فى مبيعات التجزئة بواقع 10.4 % فى سبتمبر كان الأكثر حدة فى 2015، فى حين بلغت نسبة الانخفاض فى مبيعات التجزئة 9.5 % خلال الربع الثالث بكامله، كما استمرت الاستثمارات فى الانخفاض حيث تراجعت 7 % فى الربع الثالث وهو أكبر انخفاض تسجله منذ 2010. وقالت بلومبرج إن هذا يشير إلى ان الاقتصاد الروسى لم يحصل على دفعه من استبدال الواردات الغربية بالمنتجات المحلية، كما فعل فى أعقاب الأزمة المالية عام 1998، وهو ما يعول عليه بوتين، وحاول بالفعل ان يجعله يتسارع من خلال فرض حظر على واردات الأغذية الغربية. ودفع انخفاض قيمة الروبل الروس للانفاق بشكل أقل، رغم ارتفاع الأسعار حوالى 16 %، كما أن الشركات الخاصة لم تبدا الاستثمار فى الإنتاج المحلى ربما بسبب الإفراط القمعى. وأشارت بلومبرج إلى أن الحكومة لا ترى أى مصدر للنمو باستثناء النفط والغاز لذا فهى تعمل على إعداد موازنة لعام واحد وذلك للمرة الأولى منذ 2008. وفى أوقات أكثر استقرارا، كانت روسيا عادة ما تعد موازنة لمدة 3 سنوات . وقالت بلومبرج إن مشروع الميزانية الذى سيصل البرلمان الروسى الجمعة يتوقع عجزا قدره 2.8 %. وذكرت أن الحكومة تترقب ارتفاع أسعار النفط وهو احتمال غير مؤكد وفقا لأحدث التوقعات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية.