سجلت أول طائرة تجارية يابانية خلال نصف قرن أولى رحلاتها اليوم الأربعاء في خطوة هائلة نحو طموح تأجل طويلا للبلاد من أجل تأسيس صناعة طائرات قادرة على منافسة بعض الصانعين الرئيسيين في مجال الطيران عالميا. وانطلقت (ميتسوبيشي ريجونال جيت) في رحلة عودة مدتها ساعة من مطار ناجويا لاختبار قدرة شركة ميتسوبيشي ايركرافت على ضم الطائرة ذات المئة مقعد للاسطول العامل لنقل الركاب بعد ثلاث سنوات من التأجيل. وتأمل وحدة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة -التي صنعت الطائرة المقاتلة (زيرو) إبان الحرب العالمية الثانية- ان تساعد الطائرة الاقليمية التي تبلغ تكلفتها 47 مليون دولار في خطف موقع شركة بومبامدير الكندية كثاني أكبر مصنع للطائرات الصغيرة لنقل الركاب بعد إمبراير البرازيلية. وهذه أول طائرة تجارية تصنعها اليابان منذ الطائرة (واي اس-11) ذات 64 مقعدا التي بدأت العمل قبل 50 عاما. ومن المقرر بدء تسليم الطائرة الجديدة في يونيو حزيران 2017 لشركة (إيه.إن.إيه هولدينجز) أكبر شركة طيران في اليابان. وتطمح ميتسوبيشي أن تتجاوز مبيعاتها من هذا الطراز 2000 طائرة في قطاع السوق التنافسية. وتلقت الشركة حتى الآن 223 طلب شراء كان اخرها في يناير كانون الثاني عندما طلبت شركة الخطوط اليابانية شراء 32 طائرة. وكانت أكبر طلبية للشراء وبلغت 100 طائرة مقدمة من شركة ترانس ستيت هولدينجز الأمريكية للطيران الاقليمي. وتقول ميتسوبيشي إن (ميتسوبيشي ريجونال جيت) تستهلك وقودا أقل بواقع الخمس مقارنة مع الطائرات الأخرى ذات نفس الحجم وذلك بفضل جيل جديد من المحركات تصنعه (برات آند ويتني) التابعة لشركة يونايتد تكنولوجيز. وباءت اخر محاولة لليابان من أجل صنع طائرة تجارية بالفشل. وتوقف مشروع الطائرة (واي اس-11) التي شاركت في تصنيعها عدة شركات من بينها ميتسوبيشي هيفي بعد بناء 182 طائرة فقط. لكن ذلك المشروع ساعد ميتسوبشي هيفي وشركات أخرى على خلق علاقات بينها وبين بوينح ليتحولوا إلى موردين رئيسيين وشركاء لشركة صناعة الطائرات الامريكية وساهم في إحياء صناعة الطيران التي تراجعت بعد الحرب العالمية الثانية. وبنت هذه الشركات اليابانية 35 بالمئة من طائرة بوينج 787 المتطورة من ضمنها الأجنحة وهو الجزء الأكثر تعقيدا في التصنيع. وتملك كل من تويوتا موتور -أكبر مصنع للسيارات باليابان- وشركة ميتسوبيشي 10 بالمئة بالتساوي من أسهم مشروع الطائرة الجديدة.