رصد الكاتب البريطاني كون كوغلين المتخصص في شئون الدفاع تأكيد خبراء عسكريين أن بريطانيا فقدت ثلث قدراتها في السنوات الخمس الأخيرة ، وتساءل عما سيفعله كاميرون في هذا الصدد؟ وأضاف - في مقال نشرته مجلة (الاسبكتاتور) - أنه بفضل التخفيضات الكبرى التي ألحقتها حكومة كاميرون بقوى الجيش البريطاني ، فإن رئيس الوزراء لم يعد بحاجة للقلق بشأن أي تدخل بريطاني في أي نزاعات مستقبلية ، وأكد أن كاميرون لم يعد بحاجة للجز على أسنانه بشدة إزاء عزوف أعضاء البرلمان عن دعم تدخل عسكري في سوريا ؛ ذلك أن بريطانيا لن تكون قادرة على خوض حرب كبرى حتى لو أرادت ذلك. ورأى كوغلين أن قرارات كاميرون هذه ربما كانت وجيهة في زمن السلم ، لكن العالم الآن تحدق به التهديدات الوجودية .. ونبه الى أن الحرب الأهلية الشرسة في سوريا ليست مجرد صراع طائفي ، وأن النمو السرطاني السريع للجماعات الإسلامية أمثال داعش يشكل تهديدا على أمن الغرب بالقدر نفسه الذي يشكله على أمن العالم العربي. وتابع قائلا "ها هي روسيا " فلاديمير بوتين" تستعرض قوتها في سوريا لصالح نظام الأسد المنكوب ، وما التدخل الروسي إلا تأكيد لما قاله كثير من المحللين الغربيين على مدار عام أو يزيد: "إن إنزال الهزيمة بداعش لن يكون عبر الجو فقط." وأشار التفت كوغلين الى أن " الصين تسعى للسيطرة على البحر الجنوبي ، الأمر الذي يضعها على مسار تصادم مع كل من اليابان وأمريكا التي وجدت أخيرا الشجاعة لمواجهة الصين على هذا الصدد ، ولكن ماذا لو اختارت الصين الصدام ، إلى جانب أي فريق ستختار حكومة كاميرون الوقوف؟ هل حلفاء ما بعد الحرب القدامى؟ أم مزودي الطاقة النووية المفضلين لدى تلك الحكومة؟" وأكد كوغلين أن ما ذكره ليس إلا قليل من كثير من التهديدات المنظورة التي قد تواجهها بريطانيا في السنوات القليلة المقبلة ، ومع ذلك فهي الآن لا تستطيع التعاطي مع تلك التهديدات عسكريا على النحو المقبول. ولفت الكاتب إلى الطريقة التي تعاطت بها حكومة كاميرون مع الأزمة في أوكرانيا عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ، إذ اكتفت الحكومة البريطانية بإرسال نحو مئة خبير عسكري إلى العاصمة الأوكرانية كييف للمساعدة في تدريب القوات الحكومية .. وكذلك الطريقة التي تعاطت بها ذات الحكومة مع الأزمة في ليبيا التي انزلقت في الفوضى بعد إسقاط نظام القذافي ، إذ أرسلت هذه الحكومة نحو ثلاثمائة عنصر غير مقاتل إلى جنوب السودان والصومال! وقال كوغلين إن تلك الحال التي باتت عليها القوات المسلحة البريطانية في السنوات الخمس الأخيرة قد زهّدت فيها الحلفاء بحيث لم يعودوا يتحدثون عن نشر لقوات برية بريطانية على الأرض ، وأضاف أنه "بينما الغرب يظهر تخوفا من استخدام قوات برية ويصرّ على الاعتماد كليا في حروبه على الريموت كنترول ، ظهر بوتين على الساحة مؤكدا أنه لا بديل عن استخدام القوات البرية في سبيل تحيق الأهداف والمصالح ، وما أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وشبه جزيرة القرم وربما دمشق إلا دلائل على ما يمكن إنجازه عبر استخدام القوات (البرية)." واختتم كوغلين قائلا "إن أحدا لا يقترح أن تشرع بريطانيا وحلفاؤها في حملة عسكرية في أوروبا الوسطى والشرق الأوسط ، ولكن إذا كان علينا منع الآخرين من فعل ذلك ، فإننا بحاجة إلى ما هو أكثر من الطائرات بدون طيار وحفنة من القوات الخاصة لحماية مصالحنا."