ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن بعثة المراقبين التي أرسلها مجلس الأمن الدولي لمتابعة حالة وقف إطلاق النار في سوريا انخفضت جدواها بقدر ما ارتفعت جثث المدنيين تحت الأرض، وتنعدم أهميتها وفاعليتها كلما زاد عداد القتلى من المواطنيين السوريين. ورأت الصحيفة ضرورة التدخل الامريكي لحل الوضع في سوريا خاصة في ظل ما تعتبره إخفاقا لمجلس الأمن ومراقبيه بهذا الصدد. وأضافت الصحيفة -في مقال افتتاحي نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- إلى أن أحداث مذبحة مدينة الحولة بالقرب من مدينة حمص، بلغ عدد القتلى بها إلى 108 مواطنين، عقب جرائم عنف ارتكبتها ميليشيات تابعة للحكومة السورية يوم الجمعة. ونقلت الصحيفة تصريح المتحدث الرسمي باسم مفوضية حقوق الإنسان بالأممالمتحدة، روبرت كولفيل -أمس الثلاثاء- بأن ما يقل عن 20 شخصا قتلوا إثر قصف بالدبابات والمدفعية، أما الباقون فقد تم إطلاق النار عليهم من مسافات قريبة، فضلا عن ممارسة عمليات التشويه المتكررة مثل قطع الرقاب و فقء العيون، بالإضافة إلى قصف عائلات بالكامل داخل المنازل. وتابعت "واشنطن بوست" أن مذبحة مدينة الحولة السورية بقدر ما كانت مروعة لم تكن فريدة من نوعها، ولكن كانت فقط توثيقا أكثر وضوحا من تلك الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد في المدن والقرى في جميع أنحاء سوريا، حيث أن أكثر من ألف شخص قد قتلوا منذ أن كلّف مجلس الأمن وإدارة الرئيس أوباما مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان بتطبيق خطة السلام المشتملة على ست نقاط في نهاية مارس الماضي . وأضافت أن بعثة كوفي عنان أصبحت من أكثر الإخفاقات الدبلوماسية في تاريخ الأممالمتحدة ، حيث سمحت للنظام السوري بالاستمرار في ذبح المدنيين ودفع البلاد للانجراف في حرب طائفية واسعة النطاق، ولكن عنان استمر في مواصلة جهوده، وعقد اجتماعا مع بشار الأسد -أمس الثلاثاء- في دمشق لتجديد المناشدات العقيمة نحو إجراءات وخطوات لن يتخذها "الديكتاتور" بشار أبدًا. وواصلت الصحيفة: أن إدارة أوباما استمرت لأقصى قدر في رفض ممارسة قيادة أمريكية قد تكون سوريا في أمس الحاجة لها لوقف المذابح ، فضلا عن أن الإدارة الأمريكية منذ شهرين اختبأت خلف عنان، ولكن خطته اصبحت الآن مصدر إحراج ، مشيرة إلى أن الخطة الامريكية الآن تحوم حول فكرة جديدة ترمى إلى عملية انتقال السلطة السياسية السورية على غرار ما حدث في اليمن حيث أجبر رمز نظامها القوي على التنحي.