قال الشيخ أسامة حافظ، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن الموسيقى حلال ولا توجد أدلة جازمة على تحريمها. وأضاف رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، فى مقال حمل عنوان "لماذا لا نختلف": "كنت أقوم على باب الفتوى فى موقعنا الإلكترونى أرسل إلىّ أحدهم يسأل عن حكم الموسيقى والغناء، وقد أجبت بشىء من التفصيل أن الموسيقى لم يرد دليل جازم بحرمتها، فتبقى على أصل الحل وإنها لا تحرم، إلا إذا دخل عليها من خارجها ما يحرمها كأن تكون وسيلة لنشر الفسق أو لنشر المبادئ المخالفة للدين أو ما شابه ذلك. وكشف أسامة حافظ، أن الغالبية داخل الجماعة الإسلامية تخالف رأيه قائلا: "أرسلت الفتوى إلى الموقع فاحتجز الإخوة القائمون على الموقع الفتوى ولم ينشروها، وأخذت ألح عليهم فى نشرها وهم مترددون لأن أكثر الإخوة يرون فى هذه المسألة رأياً آخر- هو نفس الرأى الذى كنت أراه من قبل ،وأن هذه المسألة ستثير المخالف وتسبب فرقة بين الإخوة وتشعر الناس بأننا لسنا على رأى واحد وبأننا لسنا نسيجاً متجانساً إلى غير ذلك من العبارات التى تدور حول هذا المعنى. وأضاف رئيس شورى الجماعة الإسلامية قائلا": قلت لهم لماذا كل هذا وماذا يضير أن نختلف حول مسائل الفروع التى اختلف فيها أهل العلم منذ عصور الإسلام الأولى.. وما الذى يزعج ويقلق فى مثل هذا الخلاف. وقال "حافظ": "وإذا كانت مسألة فى الفروع قال فيها العز بن عبد السلام " أنها حتى لو كانت حراما فهى من الصغائر" يثير الاختلاف حولها مثل هذا القلق، فكيف لو اختلفنا حول ما هو أهم وأشد، وهب أننى كنت مخطئا فى هذه المسألة، ألم يذكر الحديث أن للمخطئ أجرا إن صحت نيته واستفرغ وسعه مع وجود أدوات الفتوى. وقال حافظ أن الفتوى نشرت بعد ذلك ولكن الحادثة أثارت بعض تأملات مشيرا إلى أن التيارات الإسلامية وغيرها تنزعج من الرأى المخالف، قائلا: "الحقيقة إن ثقافة الانزعاج من الرأى المخالف ليست مشكلة الإسلاميين فقط بل أزعم أنها عندهم أقل كثيرا من غيرهم، بل إنها ثقافة العالم الثالث المتخلف كله بتنظيماته الشرعية وغير الشرعية، وكياناته من أول الأسرة وحتى أعلى مؤسسات فى الدولة". وأضاف رئيس شورى الجماعة الإسلامية أن الكل يعتبر الرأى الآخر خطرا يهدد وحدة وكيان المجتمع، والكل يعتبر أن الأصلح للمجتمع والمؤسسات أن يردد الناس رأيا واحدا وأن يسيروا كقطيع واحد لا يغرد أحدهم خارج سربه، وأسوأ ما فى الأمر هو الريبة التى يُنظر بها للرأى الآخر فيتهم فى نيته أو فى دينه أو فى انتمائه لمجرد أن يقول رأيا آخر. الخوف من الاختلاف تقتل فى المجتمع روح الابتكار والاجتهاد. وأضاف رئيس شورى الجماعة الإسلامية: "أخطر ما فى ذلك أن فقدان الخلاف والحوار يضفى على الآراء المتداولة قدسية تخيف الناس من معارضتها أو مناقشتها ونقضها، ولا يخفى كم عانى مجتمعنا من مثل هذه الطريقة فى التفكير، بل كم عانت الحركة الإسلامية بفصائلها المختلفة من ذلك، وكم من الأخطاء اضطررنا إلى السكوت عنها بل والدفاع والتماس المعاذير حتى لا نظهر مختلفين، وكم من آراء أضفى عليها الإلف وعدم المناقشة قدسية لو تركت للحوار ما صمدت قليلا ولا كثيرا، بل وكم من الأعمال صارت جزءا من تاريخنا وتراثنا نحميها وندافع عنها وهى أعمال فى ميزان الصواب والخطأ لا وزن لها ولا قيمة. وقال: "نعم هناك أمور من الثوابت التى لا يجوز الاختلاف حولها، وهى أصول الدين وقطعيات الشريعة إلا أن الظنيات، وهى أكثر ما نعرفه من فروع الدين، لا حرج من الاختلاف حولها بشروطه، وبقدر ما اتسعت صدور المسلمين للاختلاف والحوار والتنوع وتعدد الآراء بقدر ما ازدهرت دولتهم وتقدمت حضارتهم، وبقدر ما ضاقت صدورهم بذلك بقدر ما تراجعت واضمحلت.