أكدت الحكومة السودانية استعدادها لإصدار التصاريح المطلوبة للدول المانحة لنفل المساعدات الإنسانية للمتآثرين والنازحين، ورهنت ذلك بأمن وسلامة البلاد من خلال الرقابة والتأكد من أن الطائرات الحاملة للمواد الإنسانية، لا تحمل أسلحة لدى دخولها السودان ولا تحمل المتمردين عند خروجها، قياسا على تجارب سابقة للسودان في هذا الشأن. وقال وزير خارجية السودان إبراهيم غندور-عقب لقائه اليوم رئيس مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة جون جينج، وعدد من المانحين الذين يزورون السودان حاليا- أن الحكومة السودانية ملتزمة بتنفيذ الاتفاق الثلاثي لإيصال المساعدات الإنسانية، والذي رفضته الحركة الشعبية - قطاع الشمال- والتي تتحدث بدلا عن ذلك عن عمليات تتم عبر الحدود، واعتبر غندور، ذلك بأنه أمر غير مقبول لحكومة الخرطوم، وأكد استعداد السودان للموافقة على نقل المساعدات للمنطقتين "جنوب كردفان والنيل الأزرق"، مؤكدا دور وزارة الخارجية السودانية، الذي يتركز على إجراء التنسيق اللازم مع الجهات ذات العلاقة. وقال السفير علي الصادق المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية-عقب اللقاء- إن وزير الخارجية أبلغ الوفد بأن السودان يستضيف نصف مليون لاجئ من دولة جنوب السودان، ونحو 60 ألف من سوريا، مشيرا إلى أن دولة تقدم مساعدات لمثل هذا العدد من اللاجئين لا يمكن أن تعجز عن خدمة مواطنيها المحتاجين للمساعدات الإنسانية . وأشار إلى أن وزير الخارجية تطرق إلى حملة التطعيم بالمنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان) لافتا إلى أن الحكومة تحمست لها وجهزت نفسها تماما لتحصين الأطفال بالمنطقتين حسب البروتوكول المتفق عليه في هذا الصدد، مضيفا أن الطرف الآخر هو الذي يعرقل هذا الأمر. وأكد السفير الصادق، أن وزير الخارجية أبلغ الوفد الأممي بأن هناك أمرين يعرقلان دور السودان هما العقوبات الاقتصادية ومسألة الديون الخارجية، مشددا على استعداد السودان لتحقيق الاكتفاء الغذائي لمواطنيه ولمواطني دول الجوار إذا ما تم رفع العقوبات عنه وإعفاء ديونه الخارجية. من جانبه، قال رئيس وفد الفريق الأممي إن زيارتهم تهدف إلى التوصل لتفاهمات مع الحكومة بشأن العون الإنساني، مشيرا إلى تعاون الحكومة في هذا الصدد . وأعرب المسئول الأممي، عن تطلعهم للوقوف على دور السودان الإقليمي والدولي في مجال العمل الإنساني، كما يودون الاستماع لما تريده الحكومة منهم.