قالت دار الإفتاء المصرية، إن قراءةُ القرآنِ في المآتم والعَزَاءِ فهى مشروعةٌ بِعُمُوم الأدلة الشرعية التي جاءت في الحَثِّ على قراءة كتاب الله واستماعه والإنصات إليه مُطْلَقًا؛ مستشهدة بقوله تعالى: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ»، [الأعراف: 204]، ولم يأت ما يُقيِّد قراءةَ القرآن في العزاء. وبين الإفتاء فى فتوى لها، أن الاجتماع لها مشروعٌ بعموم الأدلة التي جاءت في الحَثِّ على الاجتماع على الذِّكر والقرآن؛ مستشهدة بقول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»، رواه مسلمٌ مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وتابعت: « إنه لم يأت ما يُخصِّص العزاءَ مِن ذلك، ومِن المُقرَّر أنَّ الأمرَ المُطْلَقَ يقتضي عُمومَ الأمكِنة والأزمِنة والأشخاص والأحوال، فلا يجوزُ تخصيصُ شيءٍ مِن ذلك إلَّا بدليل، وإلَّا عُدَّ ذلك ابتداعًا في الدِّين بتضييق ما وَسَّعَه اللهُ ورسولُه -صلى الله عليه وآله وسلم-». وأكدت أنَّ قراءةَ القرآن في العزاءِ واجتماعَ الناس على سَمَاعِه هو أمرٌ مشروعٌ حَسَنٌ يَجمَعُ الناسَ على كتاب الله تعالى ويَجعلُهم في خشوعٍ يُناسِبُ مَقامَ الموت، ولا إثم فيه ولا بِدعة، وإنما البِدعة في التضييق على المسلمين فيما أباحه اللهُ تعالى لَهُم ورسولُه صلى الله عليه وآله وسلم وجَرَتْ عليه أعرافُهم وعاداتُهم وعلماؤهم وعوامُّهم مِن أمر الذِّكر وقراءة القرآن.