فرحنا وفرح كثيرون بخروج حكومة محلب من دائرة الحكم واتخاذ القرار ولم يكن لفرحتنا أى علاقة بالرجل الذى نحترمه ونقدر مجهودا قام به في فترة حرجة وقبل أن يكون رئيسا للوزراء في وقت كان على أى عاقل أن يرفض، ليس للأمر علاقة بقضايا الفساد التى ظهرت في الآونة الأخيرة وإن كنت اعتقد أن وراءها الغازا لابد من الإجابة عليها، كذلك يجب أن نحترم الرجل الذى تحمل عاما كاملا من الهجوم والنقد اللاذع واختار طواعية (إن جاز التعبير) أن يستريح من هذه الأعباء وربما يكون له دور أكثر أهمية في المستقبل يجب ألا نغلق عليه أقفاص السجن الاجتماعى ونطارده بالنقد اللاذع غير المبرر إذا كنا نحن من طالبنا بحضوره وإذا كنا على يقين بنظافة يده وبحسن نيته ربما هذه هى إمكاناته وربما لم يكن لديه رفاهية الاستقالة. الأمر المحير حقا لماذا المهندس شريف إسماعيل دعونا نجيب بالتساؤل هل عمل في أى مجال غير البترول ؟ الإجابة لا، سيرته الذاتية بدأت من شركة موبيل وانتهت بوزارة البترول عروجا على شركات عديدة كلها في ذات المجال .. السؤال الثانى هل نجح في إدارة الوزارة ؟ الإجابة إذا كانت نعم يصبح لزاما علينا أن ندعه يكمل مسيرة النجاح خاصة في ظل الاكتشاف الجديد والفترة الحرجة التى نمر بها؛ والتى تحتاج إلى وزير "سوبر" يستطيع إدارة المنظومة بكفاءة عالية لأن الخطأ الآن تكلفته كبيرة وليس بالضرورة كل ناجح في شيء يستطيع النجاح في كل شىء – محلب نموذجا— السؤال الثالث هل تطاله أى شبهة في قضية الفساد المتداولة حاليا؟ الإجابة نعم حتى وإن كان نزيها نقي اليد مجرد الزج باسمه يضعه في موضع لا يحسد عليه وسيكون هناك دائما طريقة لإلهائه من قبل المتربصين؛ إذًا لماذا لا ندع الرجل في مكانه إذا كان يديره بكفاءة، ونبحث عن غيره وهذا يقودنا للسؤال الأخير؟ وإن كان لديّ الكثير لأسال بشأنه والسؤال هو هل نفذت الخزينة البشرية المصرية ممن يقوون على إدارة دفة البلاد ويتمتعون بالكفاءة المطلوبة لهذا الأمر؟ الإجابة بالطبع معلومة لكن يبدو أننا اخترنا أن نلبس مصر نفس ثيابها القديمة لا نجدد في اختياراتنا "هو هو نفس الدولاب" لا نبحث لها عما يليق بها من وجوه وكفاءات لست هنا أتحدث عن رئيس الوزراء الذي وقع عليه الاختيار بل أتحدث عن طريقة الاختيار بصورة عامة وكأنها لا تريد أن تفرح وكأنها لا تسعى لإسعاد شعبها. وسينطبق الأمر على اختيارات رئيس الوزراء نفسه الذى لن نجد له بصمة في الاختيارات سنبقي على بعض الوزراء ونستدعي وزراء سابقين ونستحدث وجهين أو ثلاثة ما هذا العبث الذى يطال كل شىء في مصر حتى وإن كانت وزارة مؤقتة حتى انتهاء البرلمان فيجب أن تكون على قدر مسئولية الظرف الراهن لسنا في الوقت الذى يسمح لنا فيه بالتريث والتجربة أو بوقف عجلة الزمن حتى انتهاء أمر نسعى إليه نحن متأخرون جدا وهذا أمر لا يليق بنا ولا نملك تلك الرفاهية. سيدى الرئيس أنت رجل مجازف بطبعك منذ قررت أن تقف مع الشارع إلى أن قررت أن تصبح الرئيس، كلها كانت مجازفات وما يميزك أن مجازفاتك يتم دراستها، لماذا لم يحدث هذا الآن لماذا لم تقدم لنا شباب مصر لإدارة البلاد؟، لماذا اكتفيت بهذا التغيير غير المشبع لطموحاتنا نحتاج تفسيرا؟ وردا على تساؤلات من يسأل أين الشباب الذين قلت إن ستتعين بهم في إدارة مصر أين ما وعدتنا به من نمو نشعر به داخل جيوبنا، إذا كانت حكومة محلب أكلت من شعبيتك فلا أظن أن القادم سيضيف إليها وهذا ما لا تريده وما لا نريده أن نظل رهن عقول قادت البلاد فيما مضى إلى ما نحن عليه الآن من تراجع وتأخر وتدهور نريد آخرون وغيرهم وكثيرون من العقول الشابة النابضة بالحياة لعلنا نصطدم بمن يقدر على مساعدتك في النهوض بمصر وإلباسها ثيابا جديدة تليق بها فمصر لا تستحق أن يعبثُ بها.