ليلة الرعد والأمطار.. توجيهات عاجلة لمحافظ الإسكندرية    بعد انخفاضه.. سعر الذهب اليوم السبت 31-5-2025 وعيار 21 الآن بالصاغة    مواعيد مباريات اليوم السبت 31 مايو 2025 والقنوات الناقلة    رابطة الأندية: انسحاب الأهلي من القمة ليس انتهاكا للوائح    اليوم.. الأهلي يخوض مرانه الأول تحت قيادة ريفيرو    بعد العاصفة التي ضرب المحافظة.. «صرف الإسكندرية» تعلن إجراءات التصدي للأمطار    الجوازات السعودية: وصول 1,330,845 حاجا من الخارج عبر جميع منافذ المملكة    أول تعليق من نقيب الزراعيين عن مزاعم غش عسل النحل المصري    رغم تعديل الطرق الصوفية لموعده...انطلاق الاحتفالات الشعبية بمولد «الشاذلي» والليلة الختامية يوم «عرفة»    ترقب في الأسواق| توقعات بزيادة محدودة.. هل يعود «الأوفر برايس»؟    أخصائية نفسية: طلاب الثانوية العامة قد يلجأون للانتحار بسبب الضغط النفسي    نتيجة الصف الرابع الابتدائي 2025 بالشرقية وخطوات الاستعلام برقم الجلوس (الموعد و الرابط)    اليوم.. انطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية بمحافظة القليوبية    ال 7 وصايا| الصيانة الدورية وتخفيف الحمولة.. أهم طرق ترشيد استهلاك وقود السيارة    400 مليون جنيه..الأهلي يتلقى إغراءات ل بيع إمام عاشور .. إعلامي يكشف    «التاريخ الإجرامي» سفر يؤرخ لقصة التناقض البشري بين الجريمة والإبداع    إسرائيل تمنع دخول وزراء خارجية عرب لعقد اجتماع في رام الله    تأخير موعد امتحانات الشهادة الإعدادية بالإسكندرية بسبب العاصفة والأمطار الرعدية    قوات الاحتلال تنفذ عمليات نسف شمالي قطاع غزة    عاصفة الإسكندرية.. انهيار أجزاء خارجية من عقار في سبورتنج وتحطم سيارتين    اليوم.. أولى جلسات محاكمة مدربة أسود سيرك طنطا في واقعة النمر    6 طرق للحفاظ على صحة العمود الفقري وتقوية الظهر    «نريد لقب الأبطال».. تصريحات نارية من لاعبي بيراميدز بعد فقدان الدوري المصري    ترامب يعلن عزمه مضاعفة تعرفة واردات الصلب إلى 50%    وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نمنح الحصانة لأحد وسنرد على أي تهديد    ترامب يكشف موعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة    النائب أحمد السجيني يحذر من سيناريوهين للإيجار القديم: المادة 7 قد تكون الحل السحري    ب62 جنيه شهريًا.. أسعار الغاز الطبيعي اليوم وتكلفة توصيله للمنازل (تفاصيل)    «تنسيق الجامعات 2025»: 12 جامعة أهلية جديدة تنتظر قبول الدفعة الأولى    النيابة تستعجل تحريات واقعة مقتل شاب في الإسكندرية    ماس كهربائي يتسبب في نشوب حريق بمنزلين في سوهاج    جدل بين أولياء الأمور حول «البوكليت التعليمى»    بعد تلميحه بالرحيل، قصة تلقي إمام عاشور عرضا ب400 مليون جنيه (فيديو)    أحمد حلمي ومنى زكي وعمرو يوسف وكندة علوش في زفاف أمينة خليل.. صور جديدة    «متقوليش هاردلك».. عمرو أديب يوجه رسائل خاصة ل أحمد شوبير    «القاهرة للسينما الفرانكوفونية» يختتم فعاليات دورته الخامسة    أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. ردده الآن للزوج والأبناء وللمتوفي ولزيادة الرزق    «سأصنع التاريخ في باريس».. تصريحات مثيرة من إنريكي قبل نهائي دوري الأبطال    على معلول يودّع الأهلي برسالة مؤثرة للجماهير: كنتم وطن ودفء وأمل لا يخيب    محافظة قنا: الالتزام بالإجراءات الوقائية في التعامل مع حالة ولادة لمصابة بالإيدز    لا تتركها برا الثلاجة.. استشاري تغذية يحذر من مخاطر إعادة تجميد اللحوم    موعد أذان فجر السبت 4 من ذي الحجة 2025.. ودعاء في جوف الليل    لا تضيع فضلها.. أهم 7 أعمال خلال العشرة الأوائل من ذي الحجة    الجماع بين الزوجين في العشر الأوائل من ذي الحجة .. هل يجوز؟ الإفتاء تحسم الجدل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 31-5-2025 في محافظة قنا    مدير «جي إس إم» للدراسات: فرص نجاح جولة المباحثات الروسية الأوكرانية المقبلة صفرية    تغييرات مفاجئة تعكر صفو توازنك.. حظ برج الدلو اليوم 31 مايو    «قنا» تتجاوز المستهدف من توريد القمح عن الموسم السابق ب 227990 طنًا    عاجل|أردوغان يجدد التزام تركيا بالسلام: جهود متواصلة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    «المصري اليوم» تكشف القصة الكاملة للأزمة: زيادة الصادرات وراء محاولات التأثير على صناعة عسل النحل    شريف عبد الفضيل يحكى قصة فيلا الرحاب وانتقاله من الإسماعيلي للأهلى    بدء تصوير "دافنينه سوا" ل محمد ممدوح وطه الدسوقي في هذا الموعد    سعر الذهب اليوم السبت 31 مايو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. ترامب: سنعلن تفاصيل اتفاق غزة اليوم أو غدا.. إحباط هجوم إرهابى فى روسيا.. وصول مليون و330 ألف حاج للسعودية.. سقوط قتلى فى فيضانات تضرب نيجيريا    وزير التعليم يبحث مع «جوجل» تعزيز دمج التكنولوجيا في تطوير المنظومة التعليمية    تطرق أبواب السياسة بثقة :عصر ذهبى لتمكين المرأة فى مصر.. والدولة تفتح أبواب القيادة أمام النساء    الأحد.. مجلس الشيوخ يناقش الأثر التشريعي لقانون التأمين الصحي والضريبة على العقارات المبنية    الأعلى للجامعات: فتح باب القبول بالدراسات العليا لضباط القوات المسلحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طبيعة وحقيقة ما يحدث في شوارع الأردن
نشر في الشعب يوم 17 - 11 - 2012

هل تحل المسائل الكبير بإجراءات صغيرة ذات سقف يحدده أسباب المأساة؟؟
هل المشكلة في بلادنا هي دعم الأسعار؟؟
هل هي فقط مشكلة أمن واستقرار كما يقول موقع الدرك على الإنترنت، الذي هو أول من يرد على السلميين بالأمن الخشن؟ بل الذي أنشى أصلا ليقوم بذلك؟

النظام يجند كل أدواته الأمنية والإعلامية، لتقزيم المشكلة التي يعيشها المواطن إلى مشكلة أسعار وعجز ميزانية مطلوب تصحيحه، على حساب المواطن رغم أن المواطن ليس له شأن به!!
هل المشكلة هي ذلك فقط؟
يعني هل إذا سكت المواطن وقبل الهرس والدعس والدهس تحت قدم النظام بقوة الأمن الخشن، وأخلى الدوار، ودفن قيس العمري وتقبل العزاء ووزع التمرات الناضجة والقهوة السادة، تنتهي كل مشاكلنا؟ هل يسقط فقرنا ونتخلى عن التزامات حكوماتنا لعدو بلادنا بمعاهدة إذعان وخضوع رسمية، وهل تنتهي ديوننا للبنوك والصناديق الدولية؟؟
هل يصبح لنا بلد يضع سياساته واستراتيجياته دون تأثر واعتماد على المساعدات الأمريكية والخليجية المشروطة، وما أدراك ما شروطها!!؟

ربما تنتهي مشاكل هزاع حسين المجالي ومشاكل عبدالله النسور والملك والأمراء والأعيان، وبعض النواب والوزراء، وتوفيق الطوالبة؟
لكن هل تنتهي مشكلة الفقير الذي يقبض مائتي دينار ويدفع منها مائة دينار للسكن ويدفع المائة الأخرى للمدارس والعلاج والمواصلات والتدفئة في الشتاء والطعام على مدى شهر كامل؟
لا أريد أن أقول أنها مشكلة صراع طبقات، لأننا حتى الطبقة الرأسمالية لم تتشكل عندنا كطبقة، وبقيت مجرد فئة من السماسرة وموظفي تسويق ووكلاء الشركات الأجنبية!
كما أننا لم تتشكل لدينا، بعد سايكس بيكو، الطبقة العاملة التي تصنع وتنتج وتتحدى وتدافع عن عَرَقِها ضد الاستغلال مثل مصر وسوريا!
إننا نملك نموذجا فريدا من المجتمع غير المحسومة أموره، والذي يبلغ عمره قرابة القرن عاشها في ظروف لا تصلح لنشوء المجتمعات الكاملة بعد اقتطاعه من أمه السورية!!
وتحولت في هذا المجتمع التسميات، فصرنا نقول الشارع بدل أن نقول المستغلين!!
وصرنا نقول السكان بل المواطنين!! والمواطنين بدل الفقراء المسحوقين!!
عمالنا موظفون حكوميون وبعض موظفي المبيعات الذين يسوقون الشركات التي تستغلهم!
وقليل من فنيي الصيانة من خدم الفلل والقصور المنتشرة هنا وهناك وأموال إنشائها لا يربطها بالإنتاج رابط!
وشرطة ينفذون أوامر من يناقض مصالحهم!
وحتى من يعملون في الشركات التنقيب والمناجم الكبيرة فهم يُنجِّمون ولا يصنعون!!

أما طبقتنا البديلة للطبقة الرأسمالية عند شعوب العالم، فهي ليست الفئة التي تملك أدوات الإنتاج، بل هي فئة من الحيتان الكمبرادور ووكلاء الشركات الإمبريالية والسماسرة والمضاربين، والذين نجد بعضهم معنا في الشارع، وكأنهم ليسوا جزءا من أسباب معاناتنا بل يتصدرون ما يسمى "حراكنا" وهم أصلا لا يعانون قبل الحراك ولن يعانوا بعده، إذا بقيت الأمور على ما هي عليه!!؟؟

طبعا لا ننسى أنّ تحرُّكنا من أجل رفض استغلالنا وفقرنا ورفض التنازل عن سيادتنا الوطنية أصبح يسمى "حراك الشارع"!!!

وفي فهمنا لدور شيوخ الدشاديش في تأخر وتخلف المنطقة نقول "أشقاؤنا العرب" رغم أن هؤلاء ينتمون إلى أوباما أكثر مما ننتمي لنا وأكثر مما ينتمون إلى شعوبهم (أقصد بعضهم ممن عندهم شعوب).. نعم.. صرنا نقول نحن العرب في حين لا تربط حكام المنطقة بنا أي علاقة أكبر من العلاقة التي تربطهم بأعداء الوطن من الذين اغتصبوا أرضه أو نهبوا ثرواته!!

نفاخر جميعا أن حراكنا سلمي.. حتى يأتينا من يحمل الهراوة والرشاش ويقول "سلمي" أو أفقدكم كل السلام.. ونحن في العمق لا نملك أي نوع من السلام..
ويدهشني ما أقرأ في موقع الإنترنت الخاص بالدرك لدينا، الذي يقول بالحرف الواحد والنص منقول عنه بطريقة (إنسخ لصق Copy Paste): "إن الضمانة الرئيسة لاستمرار مسيرة التنمية وازدهار وبناء مستقبل هذا الوطن،هي الحفاظ على الأمن والاستقرار ، وسيادة القانون الذي يحمي قوتنا المسلحة ، الجيش العربي والأجهزة الأمنية درع الوطن وسياجه المنيع والعيون الساهرة علىعين الوطن والمواطن حماية مسيرته ومنجزاته".
يقول أنه ينزل للشارع لأنه الضمانة الوحيدة لاستمرار التنمية والازدهار، ورئيس الحكومة يقول أن الاقتصاد في أزمة كبيرة، والوضع صعب! فما معنى الأمن والازدهار الذي يتكلم عنه الدرك!!
بل أمنُ مَنْ!! وازدهار مَنْ؟؟
النسور عندما تكلم لم يقدم برنامجا.. بل إجراءات تنفيذ ولم يجب على سؤال يسأله المواطن منذ زمن بعيد: إلي أين تذهبون بنا.. ولماذا؟؟

طبيعة وحقيقة ما يحدث في شوارعنا علي حتر
الجزء 2/2
يتكلم موقع الدرك على الإنترنت عن الأمن والازدهار.. ولا غرابة في ذلك فقضايانا في المنطقة كلها أصبحت تتحول إلى قضايا أمنية.. وإرهاب واعتداءات على ممتلكات عامة وخاصة!!!
ونحن نسأل الدرك وغيره: أمنُ مَنْ!! وازدهار مَنْ؟؟
لا أظن أن أمن الفقير مشمول في ما يقوله موقعكم.. ويمكن اافقير أن يكون أبا أو أخا لأي واحد فيكم.
رغم التأكيد على أن القضايا الكبيرة لا تُحلّ بالإجراءات الصغيرة، ولا بالوعود.. لكننا نحتاج أحيانا للمرور على الإجراءات الصغيرة والوعود لبرهان ما ندّعي لمن ليس لديه الوقت للبحث في بطون كتب التاريخ والفلسفة والسياسة!!
الرئيس عبدالله النسور عندما تكلم لم يقدم برنامجا.. بل إجراءات تنفيذ..
ولم يجب على سؤال يسأله المواطن منذ زمن بعيد: إلي أين تذهبون بنا.. ولماذا؟؟ دون أن يجد مجيبا.. ليس لغياب المجيب.. لكن لعدم وجود الإجابة عند أي من الذين يوجه السؤال لهم.. حتى أصبح السؤال عبثا ومضيعة للوقت..
يقول لي بعضهم.. لا تتكلم عن النسور فتاريخه نظيف.. أقول له وللنسور.. ليس للنظافة مكان عندما يتعلق الأمر بمعاناة الشعب.. مقلا كم قالوا عن أحمد عبيدات إنه كان نظيفا.. ولكن أحمد عبيدات كان مديرا للمخابرات.. وكم سجن في عهده من المدافعين عن الشعب ومعاناته.. وكان مدافعا شرسا ضدنا لصالح الذين يعارضهم الأن بنعومة!!
عندما نتحدث عن مصير وطن.. المسألة تقاس بالمواقف.. وربما مع بعض بهارات النظافة الشخصية.. فنحن كمواطنين لا نملك إمكانية التحقيق في أسباب المواقف، لكننا نملك إمكانية المعاناة من المواقف.. وهذا فقط دليلنا في تقييم الناس.. ونظافتهم..!!!
على ماذا يعتمد رئيس حكومتنا في تحويل المسائل الكبيرة إلى إجراءات صغيرة بعد أن وصل الحد إلى جوع المواطن وفقره، وإلغاء طبقته الوسطى؟؟؟
كيف يفكر النسور: نحل مشكلة الطاقة بالدراجات النارية.. نيّال جدّاتنا اللواتي يجب أن يشمرن خلقاتهن ويتعلمن التشفيط بالدراجات النارية!! (الخَلَقَة في بلدنا، لمن لا يعرف، هي الثوب الكبير الثقيل الأسود التراثي الذي تلبسه النساء المُسنّات في تنقلهن خارج المنزل!) وينتشر في السلط مدينة رئيس وزرائنا!! (سأسمي تنقلهن بعد اليوم "حراكهن"، وأطلب منهن عدم التعدي على الممتلكات العامة مع كفيل)
أليس الدراجات الهوائية اقل استهلاكا للطاقة من الدراجات النارية.. هل نجرب..؟؟
والسؤال إلى دولة الرئيس: هل إذا ركبنا الدراجات الهوائية أو النارية.. التي كانت ممنوعة قبل مدة ليست طويلة.. هل تنتهي مشاكلنا؟
سؤالي هنا موجه إلى دولة الرئيس كلها.. الدولة بكاملها.. وليس إلى دولته كلقب..
هل إذا فعلنا ذلك يعود لنا نهر الأردن؟؟ كم سيكون ثمن متر الماء عند وصول مياه الديسي؟؟
هل ستباع لنا بدون دعم لأن العجز في الميزانيات المنهوبة سيعود من جديد؟؟
إذا حللتم العجز الحالي من جيوب طبقة المواطن فما دون.. وعلى حساب رسوم إقامة العامل المصري المسكين، (الذي يدفعها المواطن بشكل غير مباشر طبعا) هل لن يكون هناك عجز بعد ذلك، هل لديكم براهين على ما تقولون؟؟
الرئيس يقول أن الوضع المالي للدولة أصابته تأثيرات كبيرة نتيجة الربيع العربي ونتيجة حراك الشارع؟؟ فهو يقول "خسر الأردن 5 مليارات نتيجة انقطاع النفط والغاز المصري والركود الاقتصادي في العالم والحراكات.. التي كان لها ثمن نتج عنه ما نراه من الوضع المالي والوضع النقدي للدولة".
ثم يقول أن الحل: "تعويض الخسائر من الضرائب والمساعدات الخارجية وإلغاء الدعم.."!
هذا الرجل النظيف، يحملنا نحن مسؤولية الوضع الاقتصادي..! ولذلك يحل العجز برفع الدعم..
بعني يا رئيس هل كان الوضع محلولا قبل أن ترفع الدعم..؟؟
نحن يا دولة الرئيس وأنت معنا ربما.. نخوض صراعا في كوليسيوم دوار الداخلية ودواوير الكرك وإربد والطفيلة والعقبة وعجلون والمفرق ومادبا ..
وهم يتفرجون علينا وربما عليك معنا.. من فوق.. وأنت تقول أمام كل العالم:
السبب ليس هم.. في نظرك، السبب ليس هم، بل نحن في ما يُسمى ظلما "حراكا"!!
أنت لا تتجاهل ذكرهم.. بل تقول في الرد على من طلب استرداد ما ينهبون: "إن طلب استرداد الأموال من الفاسدين غير منطقي.. لأننا لا نعرف من هم!!!!"
تلك كلمة الخليفة علي حين قال: لو كان الفقر رجلا لقتلته.. حين اكتشف أن الفقر علاقات ومنظومات نهب وسلب واستغلال ومؤسسات قمع وخصخصة وأموال شراء الضمائر وووو. ولم يقل "أنا لا أعرفهم".. غم أنه لم يكن لديه دوائر أمن تستهلك الملايين من ميزانياتنا ومديروها السابقين يقضون سنواتهم في السجون..
ثم ان عليّا عندما قال ذلك، كان نقيا طاهرا..
فاسد واحد لدينا عرض مبلغا للتسوية، بقيمة 500 مليون، هذا يعني أنه أخذ خمسة مليارات؟؟؟ لأن الذين يعرضون أموالا للتسوية يعرضون عادة عشرة في المائة للتسويات؟؟
مالنا ولهذا، فالقضية أكبر من ذلك بكثير.. القضية صراع استغلال وتحرر وطني؟؟
قرار رفع الدعم كان يجب أن يؤخذ من سنتين.. ذلك ما قاله رئيسنا..
طبعا قال إنه مسؤول وحده عما يجري.. وأقول له أنت مسؤول وحدك قانونيا شئت أم أبيت.. فهذا ما يقوله الدستور.. الذي عينةك بموجبه..
نسأل سؤالا واحدا للرئيس: هل يضمن نهاية العجز وهل يضمن الازدهار والتنمية التي يتكلم عنها موقع الدرك على الشبكة العنكبوتية؟ إذا ذهب جميع المستغلين إلى بيوتهم؟؟
منذ أيام زيد الرفاعي وقبل انهيار الدينار الأول، ونحن نسمع الوعود تلو الوعود.. ومرت هبة معان 1989، مر الكثير، ووعد الرؤساء الذين سبقوا رئيسنا الحالي، بحل العجز .. وكأنهم يملكون العصا السحرية.. لكننا نعرف أنهم كانوا يقصدون عجز مؤسساتهم التي يديرونها.. وليس عجز الوطن.. وكلنا نعرف ما فعلوا.. ولا ننسى الرئيس الذي رفع رسوم التأمين لأنه يملك شركات التأمين.. ولم يحل مشكلة واحدة من مشاكل الوطن.. وغيره الذي حل مضاكل ابنه المالية بالسمسرة ولم يحل مشكلة واحدة من مشاكل الوطن..
وتنامي العجز وكبرت المديونيات وأرصدة الفئة الحاكمة (التي لا يمكنني أن أسميها طبقة) وكبر فقرنا.. وكل مرة ترتفع الأسعار ويزداد التزامنا بحفظ أمن الحلفاء.. وهم لا يكترثون بأمننا (وهو أمر طبيعي لأن العلاقة بيننا وبينهم علاقة تناقضية)..
ثم تأتي أنت يا عبدالله النسور..
لا أعرف كيف قبلت المهمة.. ولا أريد أن أصفها بل أترك للمواطن أن يصفها بنفسه..
وبدأت تقول (ولا أريد أن أصف قولك بأي صفة):
"النفط يؤخذ من السعودية بسعر الكلفة ويباع للمواطنين بنصف السعر.."
واقول لك: أيام صدام كان يؤخذ بلا ثمن.. ويباع للمواطنين بسعر كأنه سعر السوق..
هناك مليون ونصف غير أردني.. يستفيدون من الدعم..
وأقول لك: "المصريون والسيريلانكبات ليس لديهم سيارات، وخدم المنازل منهم يعيشون في المنازل المدفأة بهم وبدونهم"
"وعدد كبير منهم يعيش في غرف صغيرة ويتدفأ بالصوبة التي تقتل منهم عددا كل سنة"
الغريب أن الرئيس يقول أيضا أن المواطن الأردني سيلحقه عبء مقداره 140 دينار على كل عائلته في السنة وسوف تدفع له الدولة 420 دينارا ويكسب 360 دبنارا..
كعادة من سبقوه.. يحمل الرئيس المسؤولية لأصحاب الأجندات الذين لم يحققوا أهدافهم خلال سنة ونصف.. إنه علم قائم بذاته، تعلمناه من الأنظمة العربية وشبيهاتها.. علم البحث عن كبش فداء، إما لقتله بموافقة شعبية، أو لتمييع المسائل ثم نسيانها.. اعتمادا على ذاكرة المسحوقين الضعيفة.
حين تكلم الرئيس بوضوح عن الإخوان المسلمين.. كانت له فرصة تحميل المسؤولية لهم.. حتى يُسْكت معارضوهم.. ليستفرد بالثيران بعد ان يأكل الثور الأبيض.. محاولة ذكية.. لكنها كان ممكنا أن تنجح لو كانت المسألة مسألة سياسات فقط.. لكن المواطن اعتبر المسألة هنا مسألة اقتصاد، أرقام.. جوع.. أسعار.. وصاح "مالنا وللإخوان"..
أما حديث الرئيس عن مرسي.. فيمكن أن نقول انا للرئيس إن السويد ليس فيها رفع أسعار.. فلماذا لا تفعل مثل السويد بدل أن تفعل مثل مرسي؟؟
الغريب أن الرئيس يقول إن كل فقير أو متوسط الدخل لن يصيبه فلس واحد من هذه زيادة أسعار المشتقات النفطية.. يعني هل سيتخذ الرئيس إجراءات تفرض على سائق الباص أن يطلب من المواطن أن يثبت أنه فقير أو متوسط الدخل، ليأخذ منه أجرا أقل، بحجة أن الرئيس قال ذلك؟؟؟ إن الفقير يستخدم المواصلات العامة (غير المنظمة بفضل الحكومة) والتي سترتفع أسعارها.. لأنه لا يملك سيارة حكومية تمتلئ بالبنزين مجانا.. فكيف لا يصيبه فلس واحد؟؟؟
أرد على الرئيس هنا: "هنلت غثىبه شسن خلتفة ينقترعي 2سم 1سث ي84 ص.."
التخبيص السابق جاء لأنني فقدت القدرة على الرد فعلا وعلى صياغة أي جملة..
وأؤكد للرئيس: لا تحل المسائل الكبير بإجراءات صغيرة بسقف يحدده الذين سببوا المأساة؟؟



الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.