قال هشام النجار الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن الجماعة الإسلامية تعيش أزمة غير مسبوقة نتيجة تراكم الأخطاء وعدم حسم الأمور مبكراً خاصة فيما يتعلق بالملفات الرئيسية وأهمها الانفصال عن الاخوان واستقلال الارادة السياسية ، ثم فصل الحزب عن الجماعة بما يتبعه من عدم الخلط بين الخلاف السياسى والخلاف الدينى ، ثم تحديد موقف الجماعة والحزب من القيادات الهاربة الى تركيا وقطر والتى اتخذت مواقف وتبنت خطاب تحريضى تكفيرى . وأضاف النجار في تصريحات خاصة أن هذا كله أوقع الجماعة فى الداخل فى حرج شديد وتسبب فى عودة العداء بينها وبين الدولة ومؤسساتها ولم يستطع الشيخ عصام دربالة رغم مكانته وقوته داخل الجماعة المواءمة ومسك العصا من المنتصف بشكل يرضى جميع الأطراف ويبقى على تماسك جماعته ويرضى قيادات الخارج والدولة معاً ، وهو ما أدى لاحقاً لمحنته هو شخصياً التى انتهت بوفاتها . وقال النجار أن هناك قيادات من الجماعة الحاليين من هو بقوة الشيخ عصام دربالة ولن يقدر من خلفه على السير فى طريق المواءمات والمناورات ، وهذا سيفتح المجال أمام سيناريوهين ، الأول أن تتمكن قيادات الخارج من السيطرة تماماً على مقاليد الجماعة وجرها من جديد الى شكل ومضمون الجماعة فى حقبة التسعينات وتجاوز فكر وأدبيات المبادرة ، وبالتالى عودة الجماعة بشكل رسمى الى العنف وتبنى الصدام مع الدولة بشكل مباشر ومعلن من خلال جماعة تتحكم فيها وتقودها قيادات هاربة . وقال النجار أن السيناريو الآخر أن تتمكن قيادات الداخل من تحجيم قيادات الخارج ومريديهم بالداخل وأن تحتوى القواعد فى الداخل نحو مسلك وخطاب يقودها الى طريق آمن تلملم فيه شتاتها وتراجع فيه حساباتها قبل التمكن الكامل من العودة للمشهد بعد تطوير شامل ومراجعات أعمق . وأضاف النجار أن الجماعة الآن فى مفترق طرق وهى ماضية نحو الانقسام ، فاما أن تنجح قيادات الخارج ليتبنى الفريق المعرض لهذا النهج فى الداخل المعارضة ويشكل جناحاً خاصاً به ، واما تنجح قيادات الداخل وهذا سيؤدى الى انفصال قيادات الخارج اثر معارضتهم لهذا النهج . وأوضح النجار أنه كل الأحوال فنحن أمام حالة عامة تجمعها مشتركات كثيرة فى الفكر والتوجه والقناعات ، لكن ما سيحسم الصراع هو المواءمات السياسية والخطط التكتيكية خاصة أن مستقبل ومصير الجماعة الاسلامية مرتبط بمصير ومستقبل الاخوان ، وأرى أن الصراع على القيادة داخل الاخوان سيؤثر سلباً أو ايجاباً على الصراع داخل الجماعة الاسلامية ، فهو صراع متشابه بين تيارين تتطابق وجهات نظر كليهما بين فريق يسعى لمواصلة الصدام مع الدولة وآخر يسعى للصلح ووقف الصراع الساخن ووقف العنف وصولاً لتسوية سياسية ، فاذا ما نجح شباب الاخوان فى حسم الصراع لصالحهم فسيرجح ذلك كفة قيادات الجماعة الاسلامية الهاربة.